قرّر الملك السابق خوان كارلوس، الذي يعاد إليه الفضل في قيادة تحول إسبانيا من ديكتاتورية الجنرال فرانكو إلى الديموقراطية، أن يغادر البلاد بعد فتح تحقيقات بحقه بشبهات فساد.
أثارت وسائل الإعلام الاسبانية تكهنات حول وجهة الملك السابق مشيرة الى احتمال وصوله إلى جمهورية الدومينيكان، فيما رفض القصر الملكي التعليق.
أبلغ الملك السابق، البالغ 82 عاما نجله الملك فيليبي السادس بنيته مغادرة البلاد للإقامة في المنفى، ووافق الأخير على قرار والده، وفق ما جاء في بيان للديوان الملكي الإسباني. وجاء في رسالة خوان كارلوس «مسترشدا بقناعتي بتقديم أفضل خدمة لشعب إسبانيا ومؤسساتها ولكم بصفتكم ملكا، أبلغكم بقراري الراهن بالتوجه إلى منفى خارج إسبانيا».
وأجمع الإعلام الإسباني، أمس، على أن الملك السابق قد غادر البلاد اعتبارا من الاثنين، رغم عدم وجود تأكيد لذلك من جانب القصر الملكي أو الحكومة. وأفادت صحيفة «اي بي سي» أمس، أنه غادر إسبانيا نحو جمهورية الدومينيكان عبر البرتغال. وقالت صحيفتا «لا فانغارديا» و»إل موندو» المحليتين إنه يخطط للبقاء مع أصدقاء في الدومينيكان، لكن صحيفة «إل كونفيدينثيال» الإلكترونية ذكرت أنه قد يكون في البرتغال حيث قضى فترة من شبابه، لكن أيضا في فرنسا أو ايطاليا حيث لديه أقارب. ورفض متحدث باسم القصر الملكي الإدلاء بأية معلومات عن وجهة خوان كارلوس. وقال «المعلومة الوحيدة التي لدينا هي تلك التي نشرت على موقع القصر الملكي، أمس. هذه المعلومة الوحيدة التي نملكها».
في رسالته، أوضح خوان كارلوس لنجله أن قراره مدفوع برغبته في «تسهيل قيامه بمهامه» أمام «النتائج العامة التي سببتها أحداث ماضية في حياته الشخصية»، في إشارة إلى التحقيق الذي فتحته المحكمة العليا بحقه في جوان.
الحكومة تحترم قراره
عبرت الحكومة الاسبانية، أمس، في بيان عن «احترامها» لقرار الملك السابق. وأكد محامي خوان كارلوس، خافيير سانشيز يونكوفي بيان أن الملك السابق لا يسعى إلى الهرب من العدالة عبر ذهابه إلى المنفى، وهو يبقى في متناول النيابة العامة. في الأثناء، ندد نائب رئيس الحكومة ورئيس حزب بوديموس المناهض للنظام الملكي بابلوإيغليسياس في تغريدة بـ»فرار» الملك السابق، واصفاً الخطوة بأنها «لا تليق برئيس دولة سابق». على موقعها الإلكتروني حيث نشرت الرسالة الرسمية، أكدت العائلة المالكة أن الملك شدد على «الأهمية التاريخية» لفترة حكم والده «في خدمة إسبانيا والديموقراطية».
في عام 1975، فاجأ خوان كارلوس الذي اختاره فرانسيسكو فرانكو لخلافته بعد وفاته، البلاد بقيادته تحولاً ديمقراطيا في إسبانيا إلى جانب رئيس الوزراء أدولفو سواريز. وتمكن في فيفري من عام 1981 من إفشال محاولة انقلاب.
أكسب ذلك خوان كارلوس شعبية كبيرة في بلد لا يحظى فيه النظام الملكي بكثير من القبول، لكن صورته تمزقت تدريجياً مع خروج شائعات بالفساد.