قلق أممي من انتهاكات حظر السّلاح

خلافـات داخليـة تهدّد الجهـود الدولية للحل في ليبيـا

 لا تزال المستجدّات في ليبيا في حالة تجاذب مستمر بين السياسي والعسكري، وسط صراع مكتوم تعيشه الأطراف الليبية داخل أجهزتها، وفي مفاصل مراكز الحكم فيها، رغم لغة التصعيد ومشاهد التحشيد العسكري التي تشهدها منطقتا سرت والجفرة.

ومقابل تأكيد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية «بركان الغضب»، عبد المالك المدني، استمرار الهدوء الحذر في محيط سرت، وسط البلاد، تزامنا مع تحشيد عسكري مستمر وانتظار لأوامر عسكرية بتقدم قوات «الوفاق» باتجاه المدينة، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، خلال الساعات الماضية، مشاهد تظهر تحرك رتل عسكري تابع لمجموعة «فاغنر» من قاعدة الجفرة باتجاه مدينة سرت.
من جانبها، قالت مصادر إعلامية مقرّبة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في خبر عاجل فجر الأربعاء، إنّ «الجيش (مقاتلي حفتر) بدأ بنشر أنظمة دفاع جوية من طراز إس–200 في محيط مدينة سرت، تحسباً لأي هجوم معاد»، في إشارة إلى استعداد قوات «الوفاق» للتقدم باتجاه سرت في أي لحظة.
وفي ظل إستعداد طرفي الصراع في ليبيا للمواجهة، برزت ملامح جهود مغاربية حثيثة لحل الأزمة الليبية. فبموازاة دور جزائري تبلور في مبادرة تبناها الرئيس عبد المجيد تبون، تستهدف تفعيل وساطة جزائرية ــ تونسية لحل الأزمة، بدأ دور مغربي في التبلور معتمداً على اتفاق الصخيرات، الموقع نهاية عام 2015، لم تتبين ملامحه حتى الآن.
لكن جهود إحياء اتّفاق الصخيرات، تقابلها مواقف رافضة للعودة الى هذا الاتفاق بمبرّر أن الانسداد السياسي الكبير سبّبه اتفاق الصخيرات، ولا يمكنه على أساسه إطلاق حوار سياسي جديد، مشدّدين على عدم اعترافهما بمجلس الدولة كطرف سياسي.
مجلس إقليم فزان
 وسط كل هذه التوترات والخلافات، أعلن عدد من النشطاء من الجنوب الليبي، الثلاثاء، عن تأسيس مجلس في المنطقة الجنوبية من البلاد، باسم «مجلس إقليم فزان»، يهدف لتمثيل المنطقة، في ظل ما تشهده البلاد من تشظٍّ سياسي ومن تجاذبات وضغوطات دولية وإقليمية، للتهدئة منعاً لاندلاع الحرب واستئنافها بين الجيش الوطني وقوات حكومة الوفاق، خاصةً على خط سرت ــ الجفرة، بحسب البيان.
ويشير تأسيس المجلس الجديد في جنوب ليبيا حسب مراقبين سياسيين، إلى رغبة الجنوب في الاستقلالية في مواقفه عن طرفي الصراع في ليبيا، و»رغم أهمية مشاركة الجنوب، إلا أن خطر بروزه في هذه المرحلة الحساسة يشير إلى إمكانية تزايد الانشقاقات والانقسامات».
ولفت المراقبون، إلى أنّ البون بات شاسعاً بين الاختلافات الداخلية والجهود الدولية المرتبطة بمصالح الدول.
انتهاكات حظر السّلاح
في السياق، وجّه مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة انتقادات لعمل لجان العقوبات الأممية وتدخّلات بعض الدول في شؤون بلاده، في حين اتّهمت تركيا أطرافا عربية وفرنسا بمد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالسلاح.
وفي كلمته أمس الاول أمام جلسة لجنة العقوبات بمجلس الأمن في نيويورك، قال المندوب الليبي في الأمم المتحدة طاهر السني إنّ «منظومة عمل لجان العقوبات أصبحت غير مجدية لإيقاف الانتهاكات، ليس في ليبيا وحدها، لكن في معظم دول العالم».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024