يزداد القلق من تفشي موجة ثانية من فيروس كورونا في أجزاء واسعة من العالم، قد تكون نتائجها كارثية على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي. وقد أعيد فرض تدابير قاسية في دول عدة شهدت ارتفاعا جديدا في معدل الإصابات. هذا وقد أودى الوباء بحياة أكثر من 650 ألف شخص في العالم ثلثهم في القارة الأوروبية. وقد برز موقف لمنظمة الصحة العالمية يعتبر أن إبقاء البلدان حدودها مغلقة ليس استراتيجية «قابلة للتطبيق» لمحاربة الفيروس معتبرة أنه «يجب إعادة فتح الاقتصادات والناس يجب أن يذهبوا إلى العمل، ويجب استئناف التجارة».
بلجيكا: أعلى معدل وفيات
عاودت دول عدة تشديد التدابير الصحية في محاولة لردع تفشي وباء كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 650 ألف شخص في العالم، معززا المخاوف من بروز موجة ثانية قد تكون نتائجها الاجتماعية والاقتصادية كارثية.
أعلنت بلجيكا أنه على المواطنين الحد من شبكتهم الاجتماعية، أي عدد الأشخاص الذين يتواصلون معهم بشكل اعتيادي، فلا يسمح أن تتجاوز خمسة أشخاص بعدما كانت 15، لكل أسرة، خلال الأسابيع الأربعة المقبلة.
ومن الجدير ذكره أن بلجيكا تسجل أعلى معدل وفيات نسبة لعدد السكان «(85 وفاة لكل 100 ألف فرد».
فرنسا: إغلاق أماكن عامة
من جهتها، أمرت السلطات الفرنسية القلقة أيضا من ارتفاع عدد الإصابات، بإغلاق أماكن تجمع كالشواطئ والحدائق العامة خلال المساء في مدينة كيبيرون الساحلية المطلة على الأطلسي.
وبحسب حصيلة أعدتها الاثنين إدارة الصحة العامة، أسفر الوباء عن وفاة 17 شخصا إضافيا منذ الجمعة في فرنسا، بينما يبقى تفشي الفيروس متواصلا.
أمريكا في صدارة الإصابات
مازالت الولايات المتحدة أكثر دول العالم تضررا من الوباء مع 146,968 وفاة، تليها البرازيل (87,004 وفيات) والمملكة المتحدة (45,752) والمكسيك (43,680)، وإيطاليا .
وسجلت خلال 24 ساعة 57 ألف إصابة جديدة و679 وفاة إضافية في الولايات المتحدة، وفق جامعة جونز هوبكينز.
إقفال الحدود لا يمكن أن يستمر
في غضون ذلك، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن إبقاء البلدان حدودها مغلقة ليس استراتيجية «قابلة للتطبيق» لمحاربة فيروس كورونا المستجد.
وقال مدير الحالات الطارئة في المنظمة مايكل راين في مؤتمر صحفي عبر الأنترنت «سيصبح شبه مستحيل على البلدان أن تبقي حدودها مغلقة في المستقبل القريب». وأقر بأنه «يجب إعادة فتح الاقتصادات والناس يجب أن يذهبوا إلى العمل، ويجب استئناف التجارة».
إلى ذلك، لا يزال تطور الوباء مثيرا للقلق في القارة اللاتينية، فقد أعلنت بوليفيا حال «الكوارث العامة» في كافة أنحاء البلاد.
توقعت منظمة الأمم المتحدة أن يعاني نحو سبعة ملايين طفل إضافي آثار سوء التغذية بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
قبل هذه الجائحة كان عدد الأطفال الذين يعانون آثار سوء التغذية وفقدان الوزن والنحول المفرط، يصل إلى 47 مليونا في العام 2019 على ما تفيد منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف».
لكن مع انتشار الجائحة «قد يصل هذا العدد إلى نحو 54 مليونا في الأشهر 12 الأولى من الأزمة ما قد ينعكس عشرة آلاف حالة وفاة إضافية لأطفال شهريا» خصوصا في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على ما جاء في بيان المنظمة.
ورأى هؤلاء أن «تأثير جائحة كوفيد-19 العميق على سوء التغذية لدى الأطفال الصغار قد تكون له عواقب على أجيال عدة مع خشية من أن يضر ذلك بنمو هؤلاء الأطفال وتطورهم».
التجارب على اللقاح تتقدّم
أعلن نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، أن إدارة الغذاء والدواء التابعة لوزارة الصحة الأمريكية قد أذنت بالمرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح المضاد للفيروس التاجي، حسبما ذكر الإعلام الأمريكي، أمس الثلاثاء.
وأشار نائب الرئيس الأمريكي، إلى أن شركة المستحضرات الصيدلانية «موديرنا»، القائمة على تطوير اللقاح، بدأت المرحلة الأولى من التجارب في مارس 2020، عقب أسابيع قليلة من الحصول على الشفرة الوراثية للفيروس التاجي.
وكانت شركة الأدوية الأمريكية «مودرنا» للتكنولوجيا الحيوية، قد أعلنت منتصف جويلية الجاري، أن التجارب السريرية للقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد(كوفيد-19) ستدخل المرحلة النهائية في 27 جويلية الجاري، وأن التجارب السريرية النهائية ستجري على 30 ألف شخص بالولايات المتحدة، سيتلقى نصفهم جرعات تبلغ الواحدة منها 100 ميكروغرام من اللقاح، فيما سيتلقى النصف الآخر دواء وهميا.
خسارة مليون وظيفة في إسبانيا
أدى وباء كورونا المستجد إلى خسارة أكثر من مليون وظيفة في اسبانيا في الفصل الثاني من العام غالبيتها في القطاع السياحي بحسب الأرقام الرسمية التي نشرت أمس، وأعلن المعهد الوطني للإحصاء أن معدل البطالة ارتفع أيضا إلى 15,3% في الفصل الثاني مقابل 14,4% في الفصل الأول ما يرفع عدد العاطلين عن العمل إلى 3,37 مليونا.