أرسلت قوات حكومة الوفاق الوطني اللّيبيّة تعزيزات إضافية إلى محيط مدينة سرت، بعدما قالت إنّها تسعى لدخولها سلميا.
فقد نشرت مصادر إعلامية مقربة من حكومة الوفاق مقطع فيديو لما قالت إنها تعزيزات عسكرية وصلت إلى غرب سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) لاستكمال ما وصفتها بعملية» تحرير» المدينة، التي تسيطر عليها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ مطلع العام الجاري، وتتمركز فيها مجموعات أجنبية داعمة له.
ومنذ وصولها إلى مشارف سرت منتصف جوان الماضي، عقب استعادتها ضواحي طرابلس الجنوبية ومدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق العاصمة)؛ أرسلت قوات الوفاق على دفعات تعزيزات تضم مقاتلين وعتادا.
وقال، أمس، الناطق باسم عملية تحرير سرت الجفرة العميد عبد الهادي دراه، إن الأوضاع الميدانية مستقرة غرب سرت، وإنهم في انتظار التحركات السياسية لدخولها سلميا.
وأضاف دراه - في تسجيل مصوّر - أنّ قوات حكومة الوفاق تنتظر الحل السياسي لدخول سرت من دون حرب، ملوحا باستئناف العمليات العسكرية ضد قوات حفتر في حال فشل التوصل لحل سلمي.
وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الوطني محمد قنونو، إن قواته ترابط على مشارف سرت بانتظار التعليمات لبدء عملية «دروب النصر» العسكرية، كما قال إنّ حكومة الوفاق هي التي تحدّد الخطوط الحمراء، وكان يشير بذلك إلى تصريحات سابقة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث لوّح فيها بالتدخل عسكريا في ليبيا، معتبرا أن تقدم قوات الوفاق نحو سرت والجفرة يعد خطّا أحمر.
وفي مقابل تعزيزات قوات الوفاق، تعمل قوات حفتر والمجموعات الأجنبية الداعمة لها على تحصين مواقعها داخل وحول سرت، وكذلك في المواقع النفطية التي تقع باتجاه الشرق في منطقة الهلال النفطي.
وفي وقت سابق، قالت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) إن لديها صورا جوية تظهر قوات ومعدات شركة فاغنر الروسية في الخطوط الأمامية في سرت، مشيرة إلى أنّ روسيا زوّدت هذه القوات بطائرات مقاتلة ومدرّعات عسكرية وأنظمة دفاع جوي وإمدادات.
استعدادات مصرية
في الأثناء، أفاد بيان للجيش المصري بأن رئيس أركان حرب الجيش الفريق محمد فريد تابع جاهزية وحداته القتالية على «الاتجاه الإستراتيجي الغربي»، أي باتجاه الحدود الليبية.
وقال البيان إنّ الاستعداد العسكري المصري يأتي في إطار الإجراءات المصرية المشدّدة لحماية حدودها على كافة الاتجاهات الإستراتيجية برا وبحرا وجوا.
ويأتي هذا التطور بعد أسبوع من مصادقة البرلمان المصري على قرار يجيز للجيش القيام بمهام عسكرية في الخارج، واعتُبر القرار تفويضا بالتدخل عسكريا في ليبيا.
وتبرر مصر هذا التدخل المحتمل، بحماية أمنها القومي، ومواجهة ما تصفها بالتهديدات الإرهابية.
من جهة أخرى، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن واشنطن هدّدت حفتر بعقوبات، ونقلت عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن تأمل أن تجبره العقوبات على التفاهم مع خصومه في طرابلس.
وعزت الصحيفة سبب العقوبات - وفق المصادر ذاتها - إلى رفض حفتر السماح بإعادة تصدير النفط الليبي.