أحيا التونسيون، أمس، الذكرى الثالثة والستين لعيد الجمهورية الذي يصادف إعلان المجلس القومي التأسيسي التونسي إلغاء نظام الملكية وقيام الجمهورية التونسية يوم 25 جويلية 1957، وسط أزمة سياسية تخيّم عليها أجواء استقالة رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، وجدل واسع داخل البرلمان ورغبة ملحة من أحزاب وكتل سياسية في حجب الثقة عن رئيس المؤسسة التشريعية راشد الغنوشي.
تزامنت ذكرى قيام الجمهورية، مع مساعي تشكيل حكومة جديدة، على أنقاض حكومة الياس الفخفاخ المستقيل عقب ضغوطات كبيرة من البرلمان، ونجم عن ذلك حالة توتر سياسي شديد وعملية استقطاب واسعة وصلت حد تهديد «الشرعية الدستورية»، مثلما صرح الرئيس التونسي قيس سعيد.
وفي السياق، أبدت وزارة الدفاع التونسية، «استعدادها للتصدي لكل من يحاول التعدي على الدولة والخروج عن الشرعية سواء في الداخل أو الخارج».
من جانبه، أكد الرئيس التونسي، قيس سعيد، استعداد المؤسسة العسكرية لبلاده بالتصدي لكل مَن يحاول التعدي على الدولة والخروج عن الشرعية سواء من الداخل أو الخارج.
وقال سعيد: «لا أحد فوق القانون بشأن ملف الاغتيالات»، مشددًا على أن الدولة ستوفر كل إمكانياتها لكشف حقيقة اغتيال المعارضين السياسيين محمد البراهمي وشكري بلعيد.
وأكد الرئيس التونسي، أن تطبيق القانون سيفرض على الجميع دون استثناء.
وكان البرلمان التونسي، قد قرر تخصيص جلسة عامة للتصويت على سحب الثقة من رئيسه راشد الغنوشي يوم 30 جويلية الجاري، بعد اجتماع لمكتب البرلمان، فيما قال رئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي، إن جلسة يوم الخميس 30 جويلية الجاري ستكون لحظة لتأكيد الثقة وليست لحظة لسحبها.
إقالة وزير الخارجية
في المقابل، أعلنت رئاسة الحكومة التونسية، الجمعة، إقالة وزير الشؤون الخارجية نور الدين الري، من مهامه، وتكليف كاتبة الدولة للشؤون الخارجية سلمى النيفر، بمهام وزير الخارجية بالنيابة.
وقالت الحكومة، في بيان مقتضب، إن رئيس حكومة تصريف الأعمال «المستقيل» إلياس الفخفاخ، «قرر وبعد التشاور مع رئيس الجمهورية قيس سعيد، إعفاء نور الدين الري من منصبه كوزير للخارجية، وتكليف سلمى النيفر بمهام وزير الخارجية بالنيابة»، دون توضيح أسباب ذلك.
الغنوشي: نحتاج نهج التوافق والوئام
قال راشد الغنوشي إن تونس تحتاج اليوم إلى نهج التوافق الذي سلكه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته، وفي وقت تشهد فيه تونس أزمة سياسية خانقة.
وقال الغنوشي، للصحفيين في موكب لتسمية مدرج الأكاديمية البرلمانية باسم الرئيس الراحل، في مقر فرعي للبرلمان، أمس السبت، إن السبسي يمثل «رمزا للتوافق الوطني والوحدة الوطنية».
وتابع الغنوشي «السبسي أنقذ تونس بسماحته وأفقه الواسع من كثير مما تعرضت له دولا مشابهة، تونس محتاجة لهذا النهج للتعامل مع الاختلافات».
وأحيت تونس ذكرى وفاة الباجي قايد السبسي بالتزامن مع عيد الجمهورية، وكان رحيل السبسي قبل أشهر قليلة من نهاية عهدته الرئاسية في 2019 وشيعه التونسيون في جنازة مهيبة.