توعد الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس الأربعاء، بأن الجيش سيواجه بحزم من يتآمرون مع الخارج على الشرعية في بلاده.
جاء ذلك في بيان صادر عن الرئاسة التونسية، غداة زيارة سعيد مقر قيادة فيلق القوات الخاصة للجيش، في ولاية بنزرت (شمال)، ومقر وزارة الداخلية بالعاصمة تونس.
وقال سعيد: «كل من يتآمر على الدولة التونسية ليس له مكان فيها، القوات المسلحة جاهزة في كل وقت ومكان، وستواجه بقوة كل من يتعدى على الدولة أويفكر مجرد التفكير بتجاوز الشرعية».
وأضاف: من يفكر بأن يتعدى على الشرعية من الخارج أو الداخل، فإن القوات المسلحة ستتصدى للمؤامرات التي تحاك..جيشنا الوطني البطل لا يقبل إلا الانتصار أو الاستشهاد، ولن يقبل بأي تعد على تونس بالخروج عن الشرعية.
وتابع: «من يفكر في الخروج على الشرعية فليعلم أنه سيصطدم بحائط تنكسر عليه أحلامه أو أضغاث أحلامه. أعلم جيدا تفاصيل ما يقومون به وما يسعون إلى تحقيقه، وما يقولون على مآدبهم وفي لقاءاتهم»، دون تفاصيل أكثر بشأنها.
وأكد سعيد: «سيتم إفشال الفوضى التي يسعون إلى إدخالها في البلاد بإرادة الجيش وعزيمته مهما كانت التضحيات.. لن نقبل أبدا بأن يكون هناك عملاء يتآمرون لإدخال تونس في الفوضى».
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها سعيد عن مؤامرات تحاك ضد بلاده بالتعاون مع أطراف خارجية، إذ قال في إحياء ذكرى الثورة التونسية، ديسمبر 2019، إنه «سيعمل رغم المناورات والمؤامرات التي تحاك في الظلام على تحقيق مطالب الشعب التونسي».
وقال في جوان الماضي: «هناك مؤشرات كثيرة حول تدخلات خارجية في تونس من قبل قوى تحاول إعادة تونس إلى الوراء، وهناك من أراد التواطؤ معها من الداخل»، دون تقديم توضحيات بهذا الخصوص.
تأجيل النظر في لائحة سحب الثقة
وشهدت تونس في الفترة الأخيرة دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحركات احتجاجية لناشطين سياسيين أمام البرلمان باءت بالفشل، للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
فيما تنفذ كتلة الحزب «الدستوري الحر» (16 مقعدا من أصل 217) اعتصاما داخل البرلمان، منذ الجمعة الماضي، للمطالبة بسحب الثقة من رئيسه راشد الغنوشي.
ويعتبر عدد من النواب أن ما تقوم به رئيسة الكتلة عبير موسي، إرباك وتعطيل لعمل البرلمان، يراد منه التشويش على هذه المؤسسة.
على صعيد آخر، تقرّر في تونس تأجيل اجتماع مكتب مجلس نواب الشعب المخصّص للنظر في لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي إلى اليوم الخميس. وكان نواب أودعوا يوم الخميس الماضي عريضة من أجل سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي وحزب حركة النهضة الإسلامية صاحب الأغلبية.
توقيف خلية إرهابية
أعلنت السلطات التونسية، أمس، عن توقيف «خلية إرهابية» خططت للاعتداء على منشآت ودوريات أمنية في البلاد.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية، أن «قوات الأمن كشفت خلية إرهابية مكونة من 5 عناصر، من بينهم امرأة (زوجة أحد عناصرها الملقب بأمير الخلية)».
وأوضح البيان أن «الخلية كانت تنشط بين ولايات سوسة (شرق)، والقصرين (وسط غرب)، وقابس (جنوب)، وكانت تخطط للاعتداء على المنشآت والدوريات الأمنية».
وأضاف البيان أن «بعض عناصر الخلية فشلوا في الالتحاق بالعناصر الإرهابية المتحصنة بالجبال، للشروع في تلقي تكوين (تدريب) في صناعة المتفجرات»، مشيرا إلى أن «هؤلاء أنشأوا مجموعة للتواصل السري على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا عليها اسم «الذئاب المنفردة».
وفي أفريل الماضي، أعلن بيان لوزارة الداخلية، توقيف عدد من العناصر الإرهابية التي كانت تخطط لـ«عمليات نوعية» تستهدف مؤسسات حيوية ومقرات أمنية، فيما اعتقلت «عنصرا إرهابيا خطيرا» قالت إنه ينتمي إلى تنظيم «داعش»، في ماي الماضي.