قررت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا «ايكواس» إيفاد وساطة جديدة، لإيجاد حل للأزمة التي تعيشها مالي، وذلك في محاولة لتقريب المواقف بين الحكومة والمعارضة، بعد إخفاق وفد من التكتل الإقليمي في إيجاد تسوية بين الفرقاء السياسيين.
الوساطة الجديدة، التي تبدأ غدا الخميس، يقودها أربعة من رؤساء دول المجموعة، هم الرئيس السينغالي ماكي صال، والرئيس الايفواري الحسن واتارا، والرئيس النيجري محمدو ايسوفو، والرئيس الغاني نانا اكوفو- ادو.
ورفضت المعارضة في وقت سابق، مقترحات وساطة وفد «ايكواس» والتي من أبرزها، تشكيل «فوري» لحكومة وحدة وطنية، وإنشاء محكمة دستورية جديدة قائمة على «قاعدة توافقية».
وكان رئيس بعثة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «الإيكواس» للوساطة بين الأطراف السياسية في مالي، غودلاك جوناثان قد صرح بأن الوضعية بالبلاد «وصلت طريقا مسدودا، ولا وجود لعصا سحرية لحل مختلف المشاكل في آن واحد».
وأضاف رئيس نيجيريا السابق، في تصريح أدلى به على هامش مباحثات مع رئيس النيجر، الرئيس الدوري للإيكواس محمدو إسوفو، أن مالي حاليا «بلا حكومة، وبلا برلمان، وبلا محكمة دستورية، وقد اتخذنا الإجراءات المناسبة من أجل إنهاء فراغ هذه المؤسسات في أقرب وقت ممكن».
وأكد جوناثان أن بعثة الإيكواس «حققت تقدما، ولا يزال الكثير مما ينبغي القيام به، وسنعمل على ذلك»، مضيفا أنه أطلع إسوفو على محادثات البعثة مع الفاعلين السياسيين في مالي.
وعبرت حركة 5 جوان التي تطلق على نفسها «تجمع القوى الوطنية»، عن «أسفها»، لحصر بعثة الإيكواس، الأزمة الحالية في الشق المتعلق بالانتخابات التشريعية الأخيرة، مؤكدة أن البلاد تعاني مشكل «حكامة» أكثر شمولية وبأبعاد اقتصادية واجتماعية وأمنية وليس سياسة فقط.
وفي سياق الجهود المبذولة لنزع فتيل الأزمة، طرح الاتحاد الإفريقي خارطة طريق لحل أزمة الخلاف السياسي القائمة بين الرئيس كيتا و»حركة 5 جوان»، ودعتهم إلى «دارستها بعناية، وفقا للمصالح الكبرى لمالي حفاظا على أمن واستقرار البلاد».
وفي انتظار وصول قادة الدول الأربعة، إلى مالي غدا الخميس، أعلن قادة الاحتجاجات الشعبية تعليق المظاهرات، إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك، ومنح فرصة ثانية للوساطة الإقليمية، بما يمكن من الاتفاق على حل يرضي جميع الأطراف.
وشهدت العاصمة باماكو الاثنين، توترات أغلق خلالها شبان غاضبون الشوارع الرئيسية، وتوقف العمل في أغلب الإدارات الحكومية والبنوك، ودعت الحكومة المواطنين إلى التزام المنازل.
وتأتي هذه التطورات، غداة مغادرة وفد «ايكواس» البلاد، بعد ثلاثة أيام من الحوار مع كافة الفرقاء السياسيين، قصد إيجاد حل للأزمة السياسية التي اندلعت منذ شهرين، دون تحقيق اختراق في المشهد، بسبب مطالب المعارضة التي يقودها الإمام محمود ديكو، برحيل الرئيس ابراهيم ابوبكر كيتا، وإعادة تشكيل المحكمة الدستورية وإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية.