بشكل هادئ، تواصلت الاحتجاجات الشعبية أمام البيت الأبيض في واشنطن وفي عدة مدن أميركية أخرى، بينما عزز الحرس التدابير الأمنية في محيط المقر الرئاسي، وقدم ديمقراطيون بمجلس الشيوخ مشروع قانون جديد يحدّ من سلطة الرئيس.
ونصب حرس البيت الأبيض حواجز إسمنتية وبنى سياجا حول مداخل الحديقة المقابلة لمقر الرئاسة الأميركية. وأعلن متحدث باسم جهاز الأمن الرئاسي إغلاق بعض المداخل المؤدية للمقر مع تأكيده السماح للمحتجين بالتظاهر.
وردد المحتجون اسم فلويد وشعار «لا سلام دون عدالة». وكانت قوات الأمن الفدرالية قد قلّصت نطاق الحزام الأمني الذي فرضته حول البيت الأبيض بطلب من عمدة العاصمة، كما قررت سلطات واشنطن تعليق العمل بحظر التجول الليلي، موضحة أن الاحتجاجات تتسم بالسلمية.
من جهة أخرى، قدم ديمقراطيون في مجلس الشيوخ مشروع قانون يحدّ من سلطة الرئيس في قانون التمرد الذي لوّح الرئيس دونالد ترامب بتفعيله لنشر قوات عسكرية في المدن الأميركية وإخماد الاحتجاجات.
وينص مشروع القانون الذي أعده السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال على ضرورة أن يتشاور الرئيس مع الكونغرس قبل إنفاذه وألا تتجاوز مدة العمل به أكثر من أربعة عشر يوما ما لم يصدر المشرعون قرارا بتمديده.
ويتيح مشروع القانون للأفراد وحكام الولايات مراجعة القضاء بسرعة في حال أساء الرئيس استخدام سلطته، كما يمنع الجيش الأميركي من المشاركة في عمليات «التفتيش أو الاعتقال» أو أي أنشطة مماثلة ما لم تكن محددة بموجب القانون.
الاحتجاجات أصبحت هادئة لكنها أقوى
وقالت مصادر إعلامية أمريكية، إن الغضب المتفجر الذي طبع الاحتجاجات الشعبية تحوّل حاليا إلى دعوات هادئة لكنها أكثر قوة على مستوى القاعدة لمزيد من العمل نحو معالجة الظلم العنصري.
وعلى الرغم من هذا التحول، فإن المتظاهرين لم يبدوا أي إشارة على أنهم سيتركون الشوارع أو يتخلون عن الضغط من أجل إصلاح جهاز الشرطة.
وفي مدينة نيويورك، قال الممثل ميغيل فرنانديز إن هناك الكثير من الاحتجاجات الممكنة خلال الأيام المقبلة، لأن المتظاهرين لم يحصلوا على ما يريدون. وظهر تيرينس شقيق فلويد في بروكلين لمواصلة النضال من أجل التغيير، معلنا «السلطة للشعب.. كلنا».
وكانت مراسم تأبين لجورج فلويد قد أقيمت في مدينة مينيابوليس الأميركية الخميس، حيث شدد الناشط من أجل الحقوق المدنية القس آل شاربتون في حفل التأبين، على أن الوقت قد حان لمحاسبة الشرطة.
ووجه الادعاء الأربعاء اتهامات جديدة بحق أربعة من أفراد شرطة مينيابوليس السابقين الضالعين في وفاة فلويد.
اتهام جماعات أجنبية ومتطرفين
وأكد وزير العدل الأميركي وليام بار تدخل جماعات أجنبية ومتطرفين لتأجيج الانقسام في الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة.
واتهم بار مصالح أجنبية ومحرضين متطرفين ينتسبون لجماعات مثل أنتيفا، بالوقوف وراء هذه التحركات.
وأضاف بار دون الخوض في تفاصيل «رأينا أدلة على أن أنتيفا وغيرها من الجماعات المتطرفة المماثلة، وكذلك أطراف من مجموعة متنوعة من المشارب السياسية المختلفة، تورطت في التحريض والمشاركة في نشاط عنيف».
وضمن تداعيات الاحتجاجات الحالية، دعت عمدة العاصمة الأميركية واشنطن موريل باوزر إلى انسحاب جميع الوحدات العسكرية من العاصمة.