غضـب «مينيابوليس» يتمدد إلى عديد من الولايات

بعــد الوبــاء.. العنـــف يضاعف متاعــب أمريكا

أفادت  شرطة مدينة ديترويت الأميركية, أمس السبت, إن شخصا واحدا على الأقل قتل بعد إطلاق نار من سيارة رياضية مدنية على متظاهرين يحتجون على مقتل المواطن جورج فلويد الذي سقط بين أيدي  ضابط شرطة الاثنين الماضي بمدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا.
و جاءت حادثة القتل هذه لتزيد من انزلاق  الوضع في أمريكا ، حيث انتقلت شرارة المظاهرات التي تشهدها بعض المدن الأميركية إلى العاصمة واشنطن ومدن أخرى، في وقت انسحبت فيه وحدات الحرس الوطني والشرطة من وسط مدينة مينيابوليس رغم دخول حظر التجول حيز التنفيذ.
واحتشد مئات المتظاهرين في شارع يو ستريت أحد أهم الشوارع الحيوية بواشنطن، لإعلان رفضهم وإدانتهم الحادث.
وردد المحتجون هتافات من قبيل «العدالة وإلا لن يكون هناك استقرار»، كما رفعوا لافتات عليها عبارات تدين الحادث وتطالب بتحقيق العدالة من قبيل «العدالة من أجل فلويد»، و»العدالة العاجلة»، و»حياة السود مهمة»، و»أوقفوا قتل الشرطة للسود».
وعقب ذلك، خرج المحتجون في مسيرة صوب البيت الأبيض وسط تدابير أمنية مشددة، حيث انتشرت أعداد كبيرة من أفراد الشرطة بمحيط المكان .
وسرعان ما وقعت مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين الذين أقدم بعضهم على حرق الأعلام الأميركية، وحاول عناصر الأمن منعهم من الوصول إلى البيت الأبيض.
وفي نيويورك تجمع آلاف المحتجين عند مركز باركليز، وألقت الشرطة القبض على عشرات منهم في مظاهرة ضخمة شهدتها منطقة بروكلين، في حين تم إغلاق طريق سريع في دنفر.
وفي لويزفيل بولاية كنتاكي دارت اشتباكات في الوقت الذي كان عدد من السكان يطالبون بالعدالة لبريونا تايلور، وهي امرأة سوداء قتلتها الشرطة داخل شقتها في مارس الماضي.
و كان  متظاهرون  هاجموا مقر شبكة «سي إن إن» الإخبارية في مدينة أتلانتا الأميركية مساء  الجمعة.
القتل العمد  وفقا لأهل الضحية
وفي مينيابوليس بولاية مينيسوتا -التي شهدت حادث مقتل المواطن  من أصل أفريقي جورج فلويد (46 عامًا) خلال احتجازه من قبل الشرطة- انتهك مئات المحتجين حظرا للتجول وتجمعوا في الشوارع حول مركز للشرطة أضرمت فيه النيران.
وقد خرج متظاهرون غاضبون في شوارع مدينة مينيابوليس لليلة الرابعة على التوالي رغم حظر التجول الذي أعلنه عمدة المدينة جاكوب فراي بدءا من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي وحتى صباح  غد الاثنين.
وتأتي هذه المظاهرات بعد الإعلان عن اعتقال ضابط الشرطة ديريك شوفين وتوجيه التهم له بالقتل غير العمد ، حيث قال المدعي مايك فريمان إن «عنصر الشرطة السابق ديريك شوفين وجهت إليه تهمة القتل غير المتعمد من قبل مكتب مدعي منطقة هينبين» لكن هذا الإجراء جاء «متأخرا» بحسب عائلة فلويد التي اعتبرت أيضا أنه غير كاف.
وقالت العائلة في بيان إنها تريد أن يتم توجيه «تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار» لذلك الشرطي. وأضافت «نريد أن نرى اعتقال عناصر (الشرطة) الآخرين (المتورطين)» في القضية.
بايدن .. نحتاج الى قيادة حقيقية لأمريكا
من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن وفاة فلويد يجب ألا تعتبر «أمرا عاديا» في الولايات المتحدة.
أما المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة جو بايدن فدعا إلى تطبيق العدالة وإلى «قيادة حقيقية» للولايات المتحدة، متهما الرئيس دونالد ترامب بالتشجيع على العنف بعد تهديده باستخدام القوة العسكرية لإنهاء أعمال شغب في مدينة مينيابوليس.
وأضاف بايدن أن غضب الأميركيين السود وإحباطهم وإنهاكهم «لا يُنكر»، وإن البلاد تحتاج إلى مواجهة «جرحها العميق المفتوح» المتعلق بالعنصرية.
وقال مشيرا إلى ترامب «هذا ليس وقت التغريدات الملتهبة، إنه ليس وقت التشجيع على العنف».
وأضاف «هذه أزمة وطنية، ونحتاج إلى قيادة حقيقية في الوقت الحاضر، قيادة تأتي بالجميع إلى المائدة ليكون بإمكاننا اتخاذ إجراءات لاجتثاث العنصرية المنظمة».
وجاء حديث بايدن تعليقا على تغريدة لترامب قال فيها إنه لا يمكنه السماح بانزلاق الوضع في مينيسوتا للفوضى، ولا ينبغي السماح للنهب بأن يفسد التظاهر السلمي.
زوجة الشرطي المتهم تطلب الطلاق
تقدمت كيلي تشوفين، زوجة ضابط شرطة مينيابوليس المتهم بقتل جورج فلويد، بطلب الطلاق، وقدمت التعازي لأسرة القتيل.
ووفقا لبيان أصدره مكتب سيكولا للمحاماة في مينيابوليس، قال المحامون إن كيلي تشوفين شعرت بصدمة كبيرة جراء وفاة جورج فلويد، وهي تعرب عن تعاطفها مع عائلته وأولئك الذين صدموا بفاجعة موته المأساوية.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024