تخطى عدد المصابين بفيروس كورونا 4 ملايين شخص في أنحاء العالم، فيما تسبب المرض في وفاة حوالي 276 ألف، بينما لازالت الأصوات المحذرة تنذر بموجة ثانية للوباء في حال رفع الحجر الصحي دون قيود.
وبحسب حصيلة أعدتها رويترز، تم تسجيل حالات إصابة بالمرض في أكثر من 210 دول ومناطق منذ ظهور أولى الحالات في الصين في ديسمبر 2019.
والولايات المتحدة هي الدولة التي تشهد حاليا أكبر عدد من الإصابات والوفيات بالمرض، إذ سجلت حتى أمس، مليونا و294 ألف و527 إصابة، و77 ألفا و238 وفاة.
وثاني أكبر عدد للإصابات موجود في إسبانيا، التي سجلت حتى الآن 240 ألف و711 إصابة، و26 ألفا و299 وفاة، في حين يوجد ثاني أعلى عدد وفيات حاليا في بريطانيا، التي وصل فيها إلى 31 ألفا و241 شخص، لكنها تأتي في المرتبة الرابعة بعد أمريكا وإسبانيا وإيطاليا في عدد الإصابات بتسجيل 211 ألف و364.
ارتفاع البطالة
وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم، إلى رفع تدريجي للحظر المنزلي، ألحق الوباء أضرارا اقتصادية بالولايات المتحدة التي تواجه نسبة بطالة غير مسبوقة منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
يذكر، أن نسبة البطالة في الولايات المتحدة بلغت 14,7٪ في أفريل، بزيادة عشر نقاط عما كانت عليه قبل شهر فقط. غير أن الرئيس دونالد ترامب بقي على ثقته بالمستقبل، فأكد من البيت الأبيض أن هذه الأرقام «كانت متوقعة تماما» وأن الفيروس «سيختفي بدون لقاح، إذ سيختفي»، كما قال.
ويعود لحكام الولايات الأمريكية اتخاذ قرار بشأن رفع الحجر كلٌّ في ولايته. وتعتزم شركة «آبل» إعادة فتح متاجرها مغتنمة الإذن الصادر عن حكام إيداهوو كارولاينا الجنوبية وألاباما وألاسكا.
المخابرات الألمانية وترامب
وتجد الولايات المتحدة نفسها في عزلة دبلوماسية نتيجة الأزمة الصحية، وكذلك رئيسها دونالد ترامب، الذي يؤكد أن فيروس كورونا المستجد مصدره مختبر في ووهان، بؤرة المرض الأولى في الصين.
غير أن جهاز الاستخبارات الألماني وصف في تقرير سري هذه التفسيرات بأنها محاولة من ترامب «لتحويل الانتباه عن الأخطاء التي ارتكبها، وتوجيه غضب الأميركيين ضد الصين»، بحسب ما نقلته مجلة «دير شبيغل» على موقعها الإلكتروني، مستشهدة بمذكرة موجهة إلى وزيرة الدفاع أنيغريت كرامب كارنباور.
من جهتها، تؤكد الصين أنها تعاملت بشفافية تامة مع منظمة الصحة العالمية. وسعيا منها لإثبات ذلك، أعلنت، الجمعة، أنها تؤيد تشكيل لجنة تحت إشراف الأمم المتحدة «بعد انتهاء الوباء» من أجل تقييم «الاستجابة العالمية» للفيروس وليس الصينية فقط.
وسمحت الصين في مذكرة، الجمعة، وضمن شروط محددة، بإعادة فتح الأماكن العامة مثل المراكز التجارية والمطاعم ودور السينما والمنشآت الرياضية والمواقع السياحية والمكتبات وغيرها.
إبقاء قيود السفر
في المقابل، قررت أوروبا، ورغم سيرها بخطى تدريجية في اتجاه رفع الحجر، إبقاء حدودها مغلقة حيث دعت المفوضية الأوروبية، الدول 27 في الاتحاد الأوروبي إلى تمديد المنع المؤقت للرحلات غير الضرورية إلى أراضيها حتى 15 جوان القادم.
وتعتبر هذه آخر نهاية أسبوع قبل بدء العودة ببطء إلى أوضاع طبيعية في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا (باستثناء برشلونة والعاصمة مدريد) وبلجيكا واليونان ودول أوروبية أخرى.
وتحيط شكوك كثيرة بعملية رفع الحجر المنزلي، فهل تنطوي على مخاطر، وما هي الخطوات الواجب اعتمادها تحديدا، وهل تحصل موجة جديدة من الإصابات؟.
وإزاء هذه التساؤلات، ستعمد إسبانيا، إلى تسريع أو إبطاء الآلية بحسب الوضع في مختلف المناطق. وقررت الحكومة، الجمعة، السماح للحانات والمطاعم بإعادة فتح مساحاتها الخارجية، بشرط ألا تتعدى التجمعات فيها عشرة أشخاص، مع استثناء المناطق الأكثر إصابة بالفيروس وبينها أكبر مدينتين في البلد.
وفي المملكة المتحدة، من غير المطروح حتى الآن رفع الحجر المنزلي بالوتيرة ذاتها كما في الدول الأوروبية المجاورة. وقال وزير البيئة جورج يوستيس «لم نخرج بعد من المأزق». فيما وجهت الملكة إليزابيث الثانية رسالة إلى البريطانيين بمناسبة ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية قبل 75 عاما قائلة «لا تستسلموا أبدا، لا تفقدوا الأمل أبدا».
أمل جديد
وأشارت نتائج تجربة صغيرة جرت في هونغ كونغ إلى أن توليفة من ثلاثة عقاقير مضادة للفيروسات ساعدت في تخفيف الأعراض لدى المصابين بحالات بين خفيفة ومعتدلة من مرض كوفيد-19، وقللت بسرعة كمية الفيروس في أجسامهم.
وقارنت تلك التجربة -التي شملت 12 مريضا- بين من تم إعطاؤهم الدواء المركب من دواء لوبينافير/ريتونافير الذي يستخدم في علاج مرض نقص المناعة المكتسبة ودواء ريبافيرين المستخدم في علاج التهاب الكبد الوبائي ودواء إنترفيرون بيتا المستخدم في علاج التصلب المتعدد؛ وبين مجموعة تحكم تم إعطاؤها دواء نقص المناعة المكتسبة فقط.
ونشرت النتائج في دورية «لانسيت» الطبية، وأظهرت أن الأشخاص الذين حصلوا على الدواء المركب وصلوا إلى نقطة عدم اكتشاف الفيروس في أجسامهم، قبل المشاركين في مجموعة التحكم بخمسة أيام، أي بواقع سبعة أيام مقابل 12 يوما.