رغم الإجراءات الاحترازية العديدة التي طبقتها الكثير من الدول حول العالم، يواصل فيروس كورونا المستجد الانتشار وحصد الأرواح.
وتخطى عدد المصابين بالفيروس حول العالم حاجز المليونين، صباح أمس. فيما يقترب عدد المتعافين المسجلين من النصف مليون، مقابل أكثر من 126 ألف وفاة، 90% منها سجلت في أوروبا والولايات المتحدة. مع العلم أن عدد الحالات الجديدة ينحصر في بعض أنحاء أوروبا، ومنها إيطاليا وإسبانيا، مقابل زيادة ملحوظة في دول أخرى مثل بريطانيا وتركيا.
وأظهر إحصاء، أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة جراء فيروس كورونا المستجد تجاوز 26 ألف حالة، أي أنها تضاعفت خلال أسبوع واحد.
وسجلت البلاد - وهي ثالث أكبر دول العالم من حيث عدد السكان - رقما قياسيا ثانيا الثلاثاء، عندما بلغ عدد الإصابات بالفيروس أكثر من 600 ألف حالة، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف الإصابات في أي دولة أخرى.
قرار غير منطقي
توالت، أمس الأربعاء، التصريحات الرافضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف تمويل منظمة الصحة العالمية، حيث ندد به نائبان أميركيان، وكذلك كل من ألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي.
وانتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي إليوت إنغل، قرار ترامب، مشددا على ضرورة إجراء تحقيق بشأن إدارة المنظمة وباء كورونا، متهما إدارة ترامب بالسعي لإلقاء اللوم على منظمة الصحة العالمية والصين والخصوم السياسيين.
ووصف السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي، القرار بغير المنطقي، لاسيما أن العالم يواجه أسوأ وباء منذ قرن.
التدعيم بدل وقف التمويل
بدوره، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن أفضل الاستثمارات في مكافحة الوباء يكون عبر تدعيم الأمم المتحدة، ولا سيما منظمة الصحة العالمية، التي تعاني من نقص التمويل في تطوير وتوزيع الاختبارات واللقاحات.
وأكد ماس، عبر تويتر، ضرورة إيجاد تعاون دولي وثيق في مكافحة وباء كورونا، مضيفا أن الفيروس لا يعرف حدودا، وأن ما سماه اللوم المتبادل لن يفيد في شيء.
وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن «أسفه العميق» لقرار ترامب، وكتب في تغريدة أنه ليس هناك أي سبب يبرره في وقت تُعتبر فيه جهود منظمة الصحة العالمية «ضرورية أكثر من أي وقت مضى».
وأضاف، «فقط عبر توحيد القوى يمكننا التغلب على هذه الأزمة التي لا حدود لها».
روسيا تنتقد
كما انتقدت وزارة الخارجية الروسية قرار ترامب، وقالت في بيان إن «الشيء المهم بالنسبة للولايات المتحدة هو العثور على مذنبين بأدلة وهمية لإثبات براءتهم».
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية فقال في بيان، «ستبحث الصين المسائل ذات الصلة وفقا لاحتياجات الموقف».
وأضاف، أن تفشي الفيروس، الذي أصاب نحو مليوني شخص على مستوى العالم، بلغ مرحلة حرجة، وأن قرار واشنطن سيؤثر على جميع دول العالم.
وقال ترامب، أمس الأول، «إنني اليوم آمر بتعليق تمويل منظمة الصحة العالمية، في الوقت الذي يتم فيه إجراء مراجعة لتقييم دور المنظمة في سوء الإدارة الشديد والتعتيم على تفشي فيروس كورونا المستجد».
لا لتسييس الأزمة الصحية
وفي أول رد فعل دولي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الوقت غير مناسب لخفض موارد منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة إنسانية أخرى تكافح كورونا، مطالبا بضرورة إجراء مراجعات لاحقة لمعرفة أسباب ظهور الوباء.
كما دعا المجتمع الدولي إلى الوحدة والعمل في تضامن لوقف انتشار كورونا وعواقبه المدمرة.
أما مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، فدعا قادة العالم إلى عدم تسييس الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، قائلا إنه يتوقع استمرار التمويل الأميركي بالدعم التقليدي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.