تتسارع الأحداث في جمهورية إفريقيا الوسطى والجهود المبذولة لإعادة السلام والأمن في هذه البلد الإفريقي الذي يعيش دوامة عنف و تصفيات عرقية لم تحقق شيئا يذكر إلى حد اللحظة فلا قوات سنغار يس الفرنسية لا القوة الإفريقية (ميسكا) استطاعت أن تعيد الهدوء و منطق القانون في ظل هذه الفوضى العارمة.
إن هذا الوضع قد يزيده انسحاب القوات التشادية أياما حالكات أخرى و جاء هذا القرار التشادي بعد اتهامات أممية لهذه القوات باطلاق النار على مواطنين عزل في العاصمة بانغي الأسبوع الماضي في حين تقول الأخيرة أنها ردت على هجوم مسلح لعناصر ميليشيا انتي-بالاكا.
نجامينا تقول إنها ضاقت ذرعا بالاتهامات المتكررة لقواتها المرابطة في شرق بانغي لحماية الطائفة المسلمة من بطش هذه الميليشيا المسيحية والتي قد تنتهز فرصة هذا الانسحاب لترتكب فظائع أخرى في الوقت الذي أبدى فيه حوالي 500 مسلم تحميهم القوات التشادية مخاوف في هذا الاتجاه.
من ناحيته; حل أمس الأمين العام الأممي بان كيمون إلى بانغي في زيارة مفاجئة لساعات قبل التوجه إلى العاصمة الرواندية كيغالي للمشاركة في إحياء الذكرى العشرين لمجازر رواندا العام 1994 في خطوة يحاول من خلالها بان بعث رسالة قوية إلى المجتمع الدولي في الذكرى الأليمة أن جمهورية إفريقيا الوسطى مقبلة على نفس المصير إن لم يتم التحرك بكل حزم و إرادة لإيقاف العنف المتصاعد في هذا البلد والذي قال بشأنه قبل أشهر أن النزاع تحول إلى تصفية عرقية في إشارة إلى ممارسات ميليشيات الانتي- بالاكا ضد مواطنيهم من الطائفة المسلمة. خاصة و أن هذه الزيارة تأتي أياما قليلة قبل مصادقة مجلس الأمن ألأممي على لائحة تقضي بإرسال بعثة من القبعات الزرق الأممية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى لتعويض قوات “الميسكا” التابعة للاتحاد الإفريقي التي طلبت رئاسة أركانها من مجلس السلم والأمن للاتحاد بإيجاد بديل لحوالي 850 رجل تابعين للقوات التشادية و المهمة لا تبدو سهلة رغم أن نجامينا أكدت استمرار عناصرها في القيام بالمهمة ريثما يتم إيجاد قوات بديلة.