قبل أسبوعين فقط اعتبر جو بايدن منتهيا سياسيا، قبل أن يحقّق الثلاثاء عودة مدويّة في سباق اختيار المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي، ما جعله أشبه بطائر الفينيق الذي ينبعث في نهاية حياة طبعتها أكثر من مأساة.
أمام جمهور من مؤيديه، قال جو بايدن الثلاثاء في كاليفورنيا «قبل بضعة أيام فقط، أعلن الإعلام والمعلقون نهاية هذا الترشح». وأضاف تحت صيحات وتصفيق مسانديه «ومع ذلك أنا هنا لأقول: نحن أحياء».
ورغم حديثه بنبرة شخصيّة عن نتائجه، أهدى بايدن انتصاراته «إلى جميع الذين أوقعوا أرضا وتم تجاهلهم واحتقارهم».
بإعلان انتصاره في أغلب الولايات على أبرز منافسيه السناتور بيرني ساندرز، كان بايدن الفائز الأكبر في ليلة «الثلاثاء الكبير».
وتسمح هذه النتائج بتأكيد شعبيّته الواسعة خاصة في صفوف السود الذين يمثلون شريحة انتخابية مهمة في حسابات أي ديمقراطي يسعى للوصول إلى الرئاسة الأميركية.
وجرت انتخابات الثلاثاء التي تعتبر حاسمة في اختيار المرشح الديمقراطي لمواجهة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الاستحقاقات الرئاسية العام الجاري، في 14 ولاية، وفاز جو بايدن في 9 من هذه الولايات، وهي كارولاينا الشمالية وتضم 110 مندوبين وفيرجينيا وتملك 99 مندوبا، وماساتشوستس وفيها 91 مندوبا.
كما فاز بايدن بمينيسوتا (75 مندوبا) وتينيسي (64 مندوبا) وألاباما (52 مندوبا) وأوكلاهوما (37 مندوبا) وأركنساس (31 مندوبا).
وقد أظهرت استطلاعات وسائل الإعلام الأميركية فوز المرشح جو بايدن بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية تكساس، محققا انتصارا مهما على بيرني ساندرز منافسه الرئيسي للفوز بترشيح الحزب في المعركة الرئاسية.
ومن جهته فاز بيرني ساندرز بكاليفورنيا التي تملك 415 مندوبا وكولورادو (67 مندوبا) ويوتا (29) وفيرمونت (16).
أما الملياردير ورئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبيرغ فلم يفزر في أي ولاية، ولم يتقدم سوى في جزر ساموا الأميركية التي تمنح 6 مندوبين.
ولنيل ترشيح الحزب الديمقراطي، يجب أن ينال المرشح الغالبية الساحقة من أصوات المندوبين البالغ عددهم 199
مآس شخصيّة
عند دخوله السباق في افريل 2019، قال نائب الرئيس الأميركي السابق «سأنتصر على ترامب بسهولة».
قدم بايدن نفسه على أنه أفضل خصم ممكن للملياردير الجمهوري بفضل شعبيته لدى العمال البيض والناخبين السود على حد سواء.
لكن الهزيمتين الأوليين في الانتخابات التمهيدية هزّت صورة «المنتصر» المحتمل، في حين تضاعفت حظوظ ساندرز.
زادت السخرية من وضعه الصحيّ وزلاته المحرجة —على غرار اعلانه حديثا أنه مرشح لمنصب سيناتور— لا سيما من طرف دونالد ترامب النشط على «تويتر» والذي يسميه «جو النائم».
عقب أكثر من 35 عاما قضاها كسيناتور وثمانية أعوام كمساعد للرئيس في البيت الأبيض، ما زال يجب على بايدن أن يجيب عن تساؤلات كثيرة حول مساره المهني الحافل وإسكات المشككين في حالته الصحية.
لكنه استغل عودته إلى مقدمة السباق الثلاثاء ليتحدث عن حياته الشخصيّة التي طبعتها المآسي.
بعد شهر فقط من انتخابه سيناتورا، في عمر الثلاثين، خسر بايدن عام 1972 زوجته نايليا وابنته الصغرى ناوومي في حادث سيارة. قلّد الرجل عضوا في الكونغرس وهو جالس إلى جوار نجليه بو (4 أعوام) وهانتر (عامان) في المستشفى.
وأصابته مأساة أخرى عام 2015، اذ توفي ابنه الأكبر بو بسرطان الدماغ عقب تعيينه مدعيا عاما لولاية ديلاوير.
أثار بايدن ذكرى ابنه عند انتصاره في كارولاينا الجنوبية التي منحته -سياسيا- حياة جديدة.