جولة أخرى من مفاوضات السلام هذا الخميس بمالي

تستمر لليوم الثالث على التوالي، الورشات التي إنطلقت الخميس بالعاصمة ـ باماكو ـ والتي جمعت وفدا الحكومة المالية والحركات المسلحة في الشمال بهدف دفع مفاوضات السلام من خلال المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، والتي يبدو من خلالها أن التوصل إلى السلام ليس غدا، ولكن رغم ذلك، فإن قاطرة السلام قد إنطلقت، خاصة وأن الأطراف المالية قد §إستطاعت في محطات سابقة إزاحة أكبر عقبة من طريق الحوار والمتمثلة في معضلة السلاح التي تم الاتفاق حولها بمقترح يقضي بإنشاء تجمعات للمقاتلين في المدن الرئيسية للشمال، وهي غاو، تمبوكتو وكيدال.
وخلال هذه الورشات التي انطلقت الخميس، أكدت السلطات المالية، حسن النية المعلنة من قبل، خاصة ما تعلق منها بإطلاق سراح المعتقلين، إلا أن الحركات المتمردة في الشمال تطالب بالمزيد ومن أهم النقاط التي تطالب بها، هي العودة إلى اتفاق واغادوغو كمرجعية وإطار شرعي للمفاوضات، وتحرير المعتقلين لدى باماكو وإنشاء خلية أمنية مشتركة في المحافظات الرئيسية في الشمال وهي: غاو، تمبوكتو، كيدال. في حين أن باماكو ترى أن إقامة التجمعات ومراقبة حركة السلاح أولوية قبل العودة إلى طاولة المفاوضات المقررة الخميس المقبل أي يوم ٢٠ مارس.
وبالتوازي مع مفاوضات السلام الجارية في البلاد، بدأت أول أمس، أشغال ترميم أحد المعالم التاريخية، مسجد تومبكتو، الذي يعدّ إرثا ثقافيا عالميا، حسب إعلان أصدرته الجمعة منظمة «اليونيسكو». هذا وقد تعرضت المعالم الأثرية في تومبوكتو إلى عملية تخريب وهدم على يد الجماعات الإرهابية التي سيطرت على شمال البلاد بعد الإنقلاب في مارس ٢٠١٢ والأزمة التي أعقبت ذلك والتي لا تزال أحداثها ونتائجها تطيح بالمزيد من الرؤوس في أعلى هرم السلطة الانتقالية، سيما في المؤسسة العسكرية، خاصة ما يعرف بقضية القبعات الحمر، فبعد اتهام وزير الدفاع الأسبق ياموسى كامرا بإخفاء أدلة وحقائق تتعلق بمصير ٢١ عسكريا من القبعات الحمر، مثل الجمعة رئيس أركان الجيش خلال المرحلة الإنتقالية الجنرال إبراهيم دومبيلي أمام قاضي التحقيق يايا كرومبي المكلف بمتابعة هذه القضية التي تطيح بالمزيد من الرؤوس بعد الإطاحة بالرأس المدبّر، وهو النقيب سانوغو الذي قفز إلى رتبة جنرال خلال المرحلة الإنتقالية التي قادها الرئيس بالنيابة دياكوندا طراوري، أي عندما كان معسكر «كاتي» الآمر النهاي في مالي.