كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رغبته في التوصل لحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، غير أنه أكد أن سلطات شبه جزيرة القرم شرعية على عكس ما تعتقد الدول الغربية التي تواصل جهودها لاحتواء الأزمة المتفاقمة مع اقتراب موعد الاستفتاء حول انضمام القرم لروسيا.
وذكرت رئاسة الحكومة البريطانية الأحد أن بوتين أبلغ رئيس الوزراء ديفد كاميرون خلال اتصال هاتفي برغبته في التوصل إلى حل دبلوماسي لأزمة أوكرانيا، وأكد أن استقرار هذا البلد من مصلحة الجميع.
ووفقا لذات المصدر، فإن بوتين ناقش أمس الاثنين مع وزير خارجيته سيرغي لافروف اقتراح إنشاء مجموعة اتصال دولية بخصوص هذه الأزمة.
وفي مقابل خطاب التهدئة الذي تبناه الرئيس الروسي مع كاميرون، أكد بوتين في مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن السلطة في شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا شرعية.
وأوضح الرئيس الروسي أن الإجراءات التي اتخذتها تلك السلطات تستند إلى معايير القانون الدولي، في إشارة إلى الاستفتاء على مصير شبه الجزيرة.
وفي المقابل، قالت المستشارة الألمانية إن الاستفتاء المقرر في شبه الجزيرة غير شرعي، ويتنافى مع الدستور الأوكراني والقانون الدولي.
من جانبه، أبلغ الرئيس الصيني جي جين بينغ نظيره الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنه يتعين على كل الأطراف العمل بهدوء والتزام وضبط النفس في الأزمة الأوكرانية لتجنب التصعيد، ودعا إلى حل سياسي.
وأعلن البيت الأبيض الأميركي أن أوباما سيلتقي غدا رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك للتعبير عن تأييد واشنطن للسيادة الأوكرانية.
وأعلنت فرنسا أن الرئيس فرانسوا هولاند اتفق مع نظيره الأميركي - خلال اتصال هاتفي - على اتخاذ إجراءات جديدة في حال عدم تحقيق تقدم نحو حل الأزمة الأوكرانية. وطالب الرئيسان بسحب روسيا لقواتها التي أرسلتها إلى القرم الشهر الماضي، وعلى ضرورة القيام بكل ما هو ممكن لنشر مراقبين دوليين في أوكرانيا.
من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء الأوكراني إن بلاده لن تفرط في سنتيمتر واحد من ترابها. وفي خطوة جديدة باتجاه فك الارتباط بكييف، قررت سلطات القرم وقف بث كافة القنوات التلفزيونية الأوكرانية وبث القنوات الروسية الرئيسية بدلا منها.
مليار دولار من روسيا للقرم
قال نائب بارز في البرلمان الروسي إن بلاده مستعدة لمنح مساعدات بقيمة مليار دولار لشبه جزيرة القرم التي تستعد لإجراء استفتاء للانفصال عن أوكرانيا أو عدمه.
وأوضح بافل دوروخين نائب رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب (دوما) للصحفيين بمدينة سيمفروبول عاصمة القرم إن الحكومة الروسية خصصت مبلغاً كبيرا من المال يصل إلى نحو أربعين مليار روبل لدعم تطوير البنية الصناعية والاقتصادية بالقرم.
وأضاف أن هذه المساعدات بشكل أساسي لدعم الشركات المرتبطة بصناعات الدفاع، وبناء الآلات وصيانة السفن بما فيها سفن أسطول البحر الأسود الروسي.
يُذكر أن شبه جزيرة القرم ستجري استفتاءا في 16 مارس بشأن انضمامها لروسيا أو عدمه، بعد أن سيطر نواب موالون لموسكو على السلطة وتدفقت القوات الروسية على منطقة القرم.