فرّ معظم ما تبقى من المسلمين من بانغي ـ عاصمة إفريقيا الوسطى ـ بسبب العنف العرقي الدامي ضدهم منذ السنة الماضية، وفقا لأرقام نشرتها الأمم المتحدة، ولم يتبق في العاصمة سوى أقل من ألف مسلم، وهذا العنف ترتكبه ضدهم ميليشيات مسيحية.
وقالت فاليري أموس ـ منسقة شؤون الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة في جنيف ـ أنه لم يبق في بانغي سوى ٩٠٠ مسلم من أكثر من مائة ألف كانوا موجودين بالمدينة من قبل، وأضافت أن التركيبة السكانية في إفريقيا الوسطى تتغير بتناقص المسلمين بها.
وتسارعت وتيرة العنف ضد المسلمين في هذا البلد بعد عزل ميشال دجو توديا، أول رئيس مسلم للبلاد في يناير الماضي، وقتل المئات من المسلمين في هجمات شنتها ميليشيا “أنتي بالاكا”، وقد دفعت الأوضاع المأساوية بنحو ٢٩٠ ألف شخص معظمهم مسلمون إلى دول مجاورة مثل التشاد والكاميرون شمالا.
وقد أكد أحد قادة المسلمين والمستشار السابق لرئيس جمهورية إفريقيا الوسطى أن أكثر من ٣٠٠ مسجد في البلاد دمّرت وذبح النساء والأطفال وحرِّق الرجال، وكانت فرنسا قد نشرت ٢٠٠٠ جندي في هذا البلد و٦٠٠٠ من جنود الاتحاد الإفريقي، في حين يقوم الاتحاد الأوروبي بنشر ألف جندي.
وقد طالب وزير خارجية إفريقيا الوسطى، توسان كونغو دودو، الخميس من مجلس، الأمن الموافقة سريعا على إرسال قوّة دولية لحفظ السّلام ووقف أعمال القتل.
وكان مجلس الأمن الدولي ناقش إقتراحا بتشكيل قوّة لحفظ السّلام من ١٢ ألف جندي غير أنه لم يتوصّل إلى قرار.
وفي هذا الإطار، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي عن تعيين وزير الخارجية السينغالي السابق “الشيخ تيديان غاديو” موفدا خاصا لها بجمهورية إفريقيا الوسطى.