عاد المتظاهرون في لبنان مجددا إلى قطع الطرق الرئيسة في مختلف المناطق اللبنانية، أمس، غداة مواقف لرئيس الجمهورية ميشال عون اعتبروها «مستفزة» وتتجاهل مطالب يرفعونها منذ نحو شهر، داعين إلى رحيل الطبقة السياسية.
بدأ متظاهرون بالتجمع على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي في بعبدا على مشارف بيروت، غداة مقتل متظاهر برصاص عسكري جنوب العاصمة، في حادثة أثارت غضبا واسعا.
قطع المتظاهرون في احتجاجاتهم طرقا حيوية، منذ الصباح الباكر، في وسط بيروت وعلى مداخلها، وفي نقاط عدة على الطريق المؤدي من بيروت إلى شمال لبنان، وفي طرابلس وعكار شمالا والبقاع الغربي شرقا وصيدا جنوبا، وأشعلوا الإطارات المطاطية.
عاد المتظاهرون إلى قطع الطرق بعدما كانوا عمدوا منذ الأسبوع الماضي إلى التجمع أمام المرافق العامة والمصارف ومنع موظفيها من الالتحاق بمراكز عملهم. ووقعت مشادات محدودة بين المتظاهرين وعسكريين في منطقة الشفروليه.
في حوار تلفزيوني بثته شاشات التلفزة المحلية، اقترح عون تشكيل حكومة «تكنو-سياسية» مؤلفة مناصفة من وجوه سياسية واختصاصيين.
على الرغم من إقراره أن مطالب المتظاهرين «محقة»، إلا أنه انتقد عدم وجود أي قياديين في صفوفها. وقال «دعوناهم إلى لقاء لنتحدث معا.. لكنني لم أتلق جوابا»، في إشارة إلى دعوة وجهها إليهم إثر اندلاع حركة الاحتجاجات.
أكد الرئيس اللبناني بأنه لن يسمح خلال عهدته الرئاسية بأن تقع حرب أهلية في البلاد، مؤكدا دعمه لكل مطالب الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان.
عززت قوات الجيش اللبناني وقوات الحرس الجمهوري من تواجدها في محيط قصر (بعبدا) الجمهوري، بعد دعوات للحشد والتجمع على الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي للتظاهر والاحتجاج.
أوردت قيادة الجيش في بيان أن أحد عناصرها «اضطر» لإطلاق النار على مجموعة من المتظاهرين خلال إغلاقهم الطريق في محلة خلدة، أثناء مرور آلية عسكرية وحصول «تلاسن وتدافع مع العسكريين». وذكرت أنها أوقفت العسكري وباشرت التحقيق معه.
تسود حالة من الاضطراب الشديد عموم لبنان، حيث نزل المتظاهرون بأعداد كبيرة في أعقاب حديث تلفزيوني لرئيس البلاد ميشال عون، مساء الثلاثاء، وقاموا بالاحتجاج وقطع الشوارع الرئيسية والأوتوسترادات وطرق السفر الدولية.