أدانت سفيرة كوبا لدى الجزائر، مارغاريتا بيليدو ساندل، أمس، الحصار الاقتصادي الأمريكي المتواصل على بلادها، وقالت أنه مخالف للمواثيق الدولية ويمثل اعتداء على حقوق الإنسان، مشيدة في الوقت ذاته بالمستوى الرفيع للعلاقات الجزائرية-الكوبية.
أبرزت السفيرة الكوبية، حجم الأضرار الاقتصادية والإنسانية، التي سببتها سياسة الحصار الاقتصادي المشدد من قبل الإدارة الأمريكية على بلدها.
وكشفت خلال ندوة صحفية، بمقر سفارة كوبا بالعاصمة، أنه «خلال الفترة ما بين أفريل 2018 ومارس 2019، سبب الحصار خسائر بـ4.3 مليار دولار». مفيدة بأن واشنطن عززت سياسة العقوبات بقانون «هالمس بيرتون» الذي يتيح متابعة أشخاص طبيعيين أو معنويين من كوبا أو من دولة أخرى، على علاقة تجارية بأملاك وطنية كوبية امام المحاكم الأمريكية.
وأوضحت المتحدثة، أن الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لكوبا سنة 2016، تبعها تخفيف طفيف للعقوبات الاقتصادية، «لكن سرعان ما انقلبت الاوضاع وبات الحصار أكثر شدة مع وصول الرئيس الحالي دونالد ترامب للبيت الأبيض».
وأفادت، أن القطاع الصحي، هو الأكثر تضررا من «العداء السياسي والاقتصادي» لواشنطن تجاه هافانا، حيث منعت تصدير معدات طبية وأدوية تستخدم في علاج أمراض فتاكة مثل السرطان.
وأوضحت أيضا أن قطاعات الموارد المائية، السياحة، المواد الغذائية والنقل والطاقة تكبدت في فترة وجيزة خسائر بملايير الدولارات.
ونددت المتحدثة، بسياسة الحصار الأمريكي المخالف للمواثيق الدولية معتبرة أنه «تعد صارخ على حقوق الإنسان ولا بد أن يرفع بشكل كامل ونهائي».
ولفتت السفيرة، إلى التضامن الدولي الواسع مع بلدها من قبل المجتمع الدولي، مشيرة إلى تصويت 190 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح رفع الحصار «العدائي».
وأعلنت أن بلدها بصدد تقديم مشروع قرار أمام الجمعية الأممية يومي 06 و07 نوفمبر المقبل، بعنوان «ضرورة رفع الحصار الاقتصادي التجاري والمالي الممارس على كوبا من قبل الإدارة الامريكية».
وأوضحت بأن كوبا وضعت إستراتيجية محكمة لمواجهة تبعات الحصار، من خلال تنويع الشركاء الاقتصاديين والتجاريين.
ونوهت في المقابل، بمساندة الجزائر لكوبا على مستوى المحافل الدولية، مشيدة بمستوى التعاون الثنائي الرفيع المستوى، في مجالات الصحة، الرياضة، والتجارة، مشيرة إلى تواجدة 900 إطار طبي كوبي في الجزائر موزعين على مؤسسات صحية بـ 14 ولاية.
وفي سياق آخر، جددت السفيرة الكوبية، دعم بلادها للقضية الصحراوية، وقالت «بالنسبة لنا هي قضية مبدأ، وهو موقف نتقاسمه مع الجزائر وعديد الدول التي تؤمن بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير».
وقالت أن بلادها تشدد في كل مناسبة، وخاصة على مستوى الامم المتحدة بضرورة الاسراع في تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.