قالت حركة طالبان، أمس الأحد، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء محادثات السلام مع قادتها، سيؤدي إلى إزهاق أرواح مزيد من الأمريكيين وخسارة مزيد من الأصول الأمريكية.
وأورد المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان، «سيعاني الأمريكيون أكثر من أي طرف آخر بسبب إلغاء المحادثات»، مضيفًا أن «المحادثات كانت تجري بصورة سلسة حتى السبت، وأن الجانبين اتفقا على عقد محادثات بين الأفغان، في 23 سبتمبر».
من جانبه ، قال مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس ، إن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا عندما توقف حركة طالبان العنف وتجري محادثات مباشرة مع الحكومة.
وألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت محادثات سلام مع «كبار زعماء» طالبان في مجمع رئاسي في كامب ديفيد في ماريلاند بعدما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجوم في كابول في الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل عسكري أمريكي و11 آخرين.
وشنت طالبان، التي تسيطر الآن على أكبر مساحة من الأراضي منذ بدء الحرب في عام 2001، هجمات في مدينتي قندوز وبل خمري في شمال البلاد في الأسبوع الماضي إضافة إلى تفجيرين ارهابيين كبيرين في العاصمة كابول.
وقال مكتب غني في بيان ردا على إلغاء ترامب محادثات السلام السرية «السلام الحقيقي سيتحقق عندما توافق طالبان على وقف إطلاق النار».
شكوك حول مستقبل اتفاق السلام
وألقى إعلان ترامب المفاجئ شكوكا على مستقبل مسودة اتفاق السلام التي صاغها في الأسبوع الماضي مبعوث الولايات المتحدة الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد.
وتنص مسودة الاتفاق على سحب نحو خمسة آلاف عسكري أمريكي من أفغانستان في الشهور المقبلة مقابل ضمانات بعدم استخدام أفغانستان قاعدة لهجمات الارهابيين على الولايات المتحدة وحلفائها.
وسيكون اتفاق السلام الشامل مرهونا بمحادثات بين الأفغان تشمل مسؤولين وزعماء المجتمع المدني، إلى جانب الاتفاق بشأن قضايا تشمل باقي القوات الأمريكية البالغ قوامها 14 ألف عسكري والآلاف من قوات حلف شمال الأطلسي.
وترفض طالبان في الوقت الراهن إجراء محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية.
وقال مكتب غني إنه ملتزم بالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها من أجل تحقيق «سلام كريم ودائم» وأكد على إجراء الانتخابات الرئاسية في الشهر الجاري.
ويسعى غني لولاية ثانية في الانتخابات التي تجرى يوم 28 سبتمبر ، لكن طالبان تريد إلغاء الانتخابات كشرط مسبق لتوقيع أي اتفاق سلام مع الأمريكيين.
وتستند استراتيجية طالبان بشن هجمات جديدة على ما يبدو على فرضية أن النجاح في ميدان القتال سيعزز موقفها في المفاوضات المستقبلية مع المسؤولين الأمريكيين والأفغان.
وقال بعض قادة الحركة الميدانيين أيضا إنهم لا يعتزمون التخلي عن مكاسبهم مع اقترابهم من النصر، مما يشير إلى أن القيادة تواجه ضغوطا داخلية كي لا تقبل وقف إطلاق النار.