المحتجون يعودون مجدّدا إلى الشوارع الفرنسية

«السترات الصفراء» تتوعّد ماكرون بسبتمبر أسود

اعترف الرئيس إيمانويل ماكرون، قبل أسابيع، ولأول مرة، بعنف غير عادي شاب تظاهرات حراك «السترات الصفراء»، وتسبب في إصابات في صفوف المتظاهرين ورجال الأمن، وكأنه كان يودع هذا الحراك، ويطوي صفحته، بعد أن أثَّر كثيرا على سياساته ودفعه لتنازلات قاسية، مالية خصوصاً، كما دفعه لإطلاق «حوار وطني كبير»، واعداً بتغيير سياساته وتجنب أخطائه، التي اعترف باقتراف بعضها. وهذه الوعود في تغيير سياساته تظهر للعلن، مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، البرلمانية أولا، ثم انتخابات الرئاسة سنة 2022، من خلال تغليب دور وأهمية الاستشارات الطويلة، خاصة ما يتعلق بإصلاح نظام التقاعد والإصلاح البرلماني.
ولكن حراك «السترات الصفراء» لم ينته بعدُ. فقد بدأت التظاهرات، من جديد، أمس السبت في العاصمة باريس، وفي مدن روان ومونبولييه وبوردو، بعد ما يشبه توقفا أثناء الصيف، وإن كان بعض التظاهرات لم يخل من عنف وصدامات مع القوى الأمنية. وعلى الفور صدرت قرارات أمنية محلية بحظر التظاهرات في وسط المدن وفي الأحياء الحيوية فيها.

مظاهرات وطنية يومي 21 و 24 سبتمبر

وتؤكد صفحات «السترات الصفراء» على شبكات التواصل الاجتماعي، على أن الحراك سيستعيد عافيته، وأن حكومة ماكرون ستشهد «سبتمبر أسود»، بخاصة أن هذا الشهر سيشهد أيضا تظاهرات وطنية دعت إليها نقابات عمالية، من بينها «سي جي تي» و»قوة عمالية»، للتنديد بالإصلاح الحكومي للتقاعد، وخاصة 21 و24 سبتمبر الجاري.
ولا تزال صفحات «السترات الصفراء» مصرة على أن نضالاتها لم تؤد إلى نتائج تدفعها للعودة إلى بيوتها، وهو ما يعني أن اليأس لا يزال سيد الموقف، يضاف إليه واقع أنّ فتح تحقيقات «المفتشية الوطنية للشرطة الوطنية» في ما يتعلق بالعنف الذي تعرض له المتظاهرون لم يتمخض عنه أي تحقيق قضائي، ولا إزعاج أي شرطي أو دركي مسؤول عن هذا العنف، الذي تسبب في جرح المئات وفي فقد عشرات من المتظاهرين لأعينهم وأطرافهم، في الوقت الذي صدرت فيه أحكام قضائية ضد العديد من المتظاهرين وقياداتهم، ومن بينهم إيريك دْرُووي، الذي تم تغريمه، مع وقف النفاذ، بـ500 يورو، بسبب عصا خشبية وجدت في حقيبته، واعتبرت سلاحا.

الحراك يرافق  ماكرون  حتى نهاية ولايته

وثمة مخاوف من أن يدوم حراك «السترات الصفراء» ويرافق الرئيس ماكرون حتى نهاية ولايته، خاصة أن شعار استقالة الرئيس ماكرون لا يزال على أفواه وشعارات وملصقات المتظاهرين. كما أن وجوه الحراك الشهيرة، ومن بينها رودريغيز ومكسيم نيكول ودرووي، لا يزالون يُصرون على مواصلة التعبئة والتظاهر. ورغم الحكم، الذي صدر في حق درووي، والذي طعن فيه، إلا أن هذا الوجه الشهير من وجوه الحراك أصر على الظهور في باريس، أمس. وناشد المتظاهرين بالتوقف عن ارتداء السترة الصفراء، حتى يُفلتوا من مراقبة القوى الأمنية.
وبينما تصر «السترات الصفراء» على التظاهر ضد الرئيس وحكومته، فهي أيضا تحاول أن تستثمر إلى أبعد حد الانتخابات البلدية سنة 2020. وليس سرا على أحد أن هذه الحركة متجذرة على الصعيد المحلي، وقام بها مواطنون لم يكونوا متعودين على التظاهرات ولا على التعبئة النقابية والحزبية، وهو ما يفسّر ضعف التعبئة في باريس، وأيضا ضعف تأثيرها في الانتخابات الأوروبية، رغم محاولات بعض وجوه الحراك التقدم بلوائح انتخابية أو الحضور ضمن قوائم أحزاب سياسية يمينية متطرفة كحزبي «انهضي فرنسا»، و»الوطنيون».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19614

العدد 19614

الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
العدد 19613

العدد 19613

الإثنين 04 نوفمبر 2024
العدد 19612

العدد 19612

الأحد 03 نوفمبر 2024
العدد 19611

العدد 19611

السبت 02 نوفمبر 2024