تعتبر مسألة الأمن عبر القارة الافريقية من أكبر التحديات التي باتت تواجه الزعماء والقادة الأفارقة سيما بعد أزمتي كل من مالي وجمهورية افريقيا الوسطى والتي فشلت القارة في حلها إفريقيا، وتطلب ذلك تدخلا فرنسيا عبر عمليتي سيرفال في مالي وسنغاريس في افريقيا الوسطى.
ان قمة الإتحاد الإفريقي التي عقدت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وأمام هذا العجز والتمادي في التعامل مع الأزمات الافريقية، انكب الزعماء الأفارقة علي إيجاد السبل الكفيلة للتعامل مع التحديات الأمنية التي تواجهها القارة ومن أبرزها ظاهرة الإرهاب، ولهذا من أكبر رهانات قمة الإتحاد الافريقي التي اختتمت أمس هو التوصل إلى وفاق إفريقي ومعرفة مدى تقاسم الزعماء الأفارقة لنفس النظرة المتعلقة اتجاه الأمن في القارة وإتخاذ التدابير والإجراءات التي تسمح لإفريقيا بتحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بالأمن القاري والتعاطي مع الحالات الطارئة.
«كاريك» أحسن وصفة للتعامل مع أزمات القارة
تعتبر فكرة إنشاء الكفاءة للرد السريع على الأزمات والتي جاءت بمبادرة من جنوب إفريقيا وصفة إفريقية تستطيع من خلالها القارة التعاطي مع الأزمات بسرعة، وتقوم هذه الفكرة على مبدأ التطوع على عكس «القوة الإفريقية المرابطة» (أف.أف.أ) أو بمعنى آخر فإن الدول التي تقبل المشاركة في هذه الكفاءة الإفريقية هي من يدفع تكاليف العمليات التي يقوم بها أفراد القوة التي أرسلتها في إطار القوة الإفريقية، ويعتبر مبدأ التطوع الذي يقوم عليه هذا الميكانيزم، دافعا يعطي فعالية أكبر للقوات العاملة في الميدان وينهي مشكل التمويل الذي شكل دائما عقبة للقوات الإفريقية المشتركة، كما ينهي الكثير من المعوقات التقنية التي تواجه الجيوش أثناء التدريب والتجهيز ومشكل اللغة.
الأكيد أن الأمن في القارة هو هاجس مشترك لكل الدول، يبقى على الدول الافريقية العمل بسرعة على مواجهة هذا الهاجس أو على الأقل التقليل منه وهذا لن يكون إلا بوصفة إفريقية خالصة.
بعد أزمتي مالي وإفريقيا الوسطى
وصفة إفريقية لحل أزمات القارة
أمين بلعمري
![](/ar/components/com_k2/images/system/blank.gif)
شوهد:499 مرة