دعت الملكة إليزابيث الثانية، البريطانيين إلى إيجاد «أرضية للحوار» في ما بينهم، في إشارة مباشرة إلى الجدل حول بريكست الذي يمزق المملكة المتحدة حاليا.
وقالت الملكة، البالغة من العمر 92 عاما مساء الخميس، أنه «خلال بحثنا عن أجوبة جديدة في هذا الزمن الحديث، أفضل من جهتي اعتماد الوصفات المؤكدة، مثل التحاور باحترام واحترام وجهات النظر المختلفة، والتكتل من أجل البحث عن أرضية للحوار وأن لا ننسى أبدا أنه علينا تجنب الاندفاع». أضافت الملكة إليزابيث الثانية، في كلمة أمام منظمة «مركز المرأة» البريطاني، «بالنسبة لي، تلك المقاربات أبدية، وأوصي بها الجميع».
أشادت الملكة بقيم هذه المنظمة العاملة من أجل النساء، مثل «الصبر والصداقة والنهج المجتمعي القوي والأخذ بعين الاعتبار حاجات الآخرين».
كان حزب العمال البريطاني، أبرز أحزاب المعارضة، قد اقترح أن يمنح النواب فرصة للتصويت حول إمكانية إجراء استفتاء ثان، وذلك في إطار سلسلة حلول مقترحة لتجنب الخروج من الاتحاد الأوروبي «بدون اتفاق» المقرر في 29 مارس المقبل.
في المقابل، حذر وزير الخزانة البريطاني، فيليب هاموند، من أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي «بريكست» دون التوصل إلى اتفاق قد يتسبب في حدوث اضطرابات كبيرة للبلاد على المدى القريب.
قال هاموند - في مقابلة خاصة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) أذاعتها، أمس، على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة «دافوس» السويسرية - إن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد بدون اتفاق سيتسبب في ضربة قوية للاقتصاد البريطاني على المدى المتوسط إلى المدى البعيد، مشيرا إلى أن الخروج عقب الاتفاق يعد الطريق الوحيد الموثوق به والمحتمل من أجل المضي قدما.. معربا عن اعتقاده بأن وظيفته كوزير للخزانة هي العمل على التوصل إلى اتفاق تسوية.
أضاف هاموند أن «ما تم إبلاغه للمواطنين خلال الاستفتاء هو أننا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي من شأنه حماية الوظائف، بالإضافة إلى ازدهارنا، وأن خروجنا من الممكن أن يكون سلساً ومنظماً لعلاقة جديدة مع الاتحاد الأوروبي».
خطة جديدة
أشار هاموند إلى أن الحكومة البريطانية في حاجة إلى احترام قرار الاستفتاء، إلا أنه قال إنه يجب أن يتم هذا الأمر بطريقة تمنح المواطنين المستقبل الزاهر الذي حصلوا على وعد بتحقيقه.
وقال هاموند «لم يصوّت المواطنون على الاستفتاء ليكونوا في أسوأ حال، بل ليكونوا أفضل حالاً». من المقرر أن يقوم أعضاء مجلس العموم البريطاني بالتصويت، الثلاثاء المقبل، على الخطة البديلة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعدما صوتوا مؤخراً بالرفض على الخطة التي اتفقت عليها رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» مع الاتحاد الأوروبي (بريكست) بأغلبية بلغت 432 نائب مقابل 202 فقط.