تجرى بالعاصمة السودانية الخرطوم، جولة مفاوضات جديدة لتحقيق السلام والمصالحة في جمهورية افريقيا الوسطى، بحضور وزراء الخارجية بدول الجوار، ومفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، ومساعد أمين عام الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام.
تهدف هذه المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الافريقي بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وشركاء السلام، لتوقيع اتفاق مبدئي بين الفرقاء حول ملفات الترتيبات الأمنية والحكم وقسمة السلطة وإعادة الدمج، والتسريح لقوات الفصائل المسلحة ودمجها في القوات المسلحة النظامية.
قال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد - في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لجولة المفاوضات المباشرة بين الحكومة والحركات المسلحة في افريقيا الوسطى - « إن السودان باستضافته لهذه المفاوضات يدفعه المبدأ الذي يرتكز على حل المشكلات الأفريقية بأيدي أفريقية، لأن انتظار الحلول من خارج القارة لن يؤدي لحلها، فلابد من مساعدة بعضنا البعض لإنهاء الصراعات في قارتنا، داعيًا الفرقاء في أفريقيا الوسطى للتحلي بالمرونة والصبر والرغبة الصادقة لإنجاح المفاوضات، حتى ينعم الشعب بالأمن والسلام والمصالحة .
نوّه بدعم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والشركاء لهذه العملية، مؤكدًا التزام جميع الأطراف بدعم السلام والمصالحة في إفريقيا الوسطى.
من جانبه، قال مساعد أمين عام الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، جان بيير، إن المنظمة الدولية تدعم جهود السلام في إفريقيا، معربًا عن أمله في أن يكون 2019 هو عام للسلام والمصالحة هناك، مؤكدًا أن هذه العملية تحظى بدعم كبير من المجتمع الدولي لمساهمتها في تحقيق السلم والأمن. دعا جان بيير، إلى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي تمكنت من التغلب على هذه مثل المصاعب ودخلت في حالة السلم والاستقرار.
من جهته، قال مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، إسماعيل شرقي، إنه « لا بديل للحوار من أجل الوصول إلى مصالحة بين جميع الأطراف في جمهورية افريقيا الوسطى»، معربًا عن تقديره لكافة الحركات المسلحة التي استجابت لنداء السلام وجاءت للخرطوم للانخراط في جولة المفاوضات المباشرة. أكد شرقي، التزام الاتحاد الأفريقي بدعم هذه العملية حتى تكلل بالنجاح وتضع حدًا للنزاعات في إفريقيا الوسطى.
تأتي جهود السودان في إطار استكمال وتنشيط مبادرة الاتحاد الأفريقي للسلام والمصالحة في إفريقيا الوسطى، والتي انطلقت في عام 2011، وتأمل كافة الأطراف في نجاح مفاوضات الخرطوم في تحقيق السلام والاستقرار في البلد المضطر.