شكلت الثورة التحريرية الجزائرية أول أمس محور نقاش، شارك فيها أديبات من الجزائر وفرنسا قدمن روايات تتحدث عن هذه الحقبة التاريخية الهامة، وذلك في إطار فعاليات ''ثلاثة أيام للتاريخ'' التي جمعت على مدار ثلاثة أيام شهودا على حرب التحرير الوطني من كتاب وأساتذة وروائيين.
تحدثت الأديبة ميساء باي عن حياة والدها إبان الثورة التحريرية، ووفاته تحت تأثير تعذيب جيش الاستعمار الفرنسي، والتي أشارت إليها من خلال كتابها ''هل تسمعون في الجبال''، وهو حدث تطلب منها ـ كما قالت ـ الكثير من الوقت لتتمكن من إعادة كتابته بشكل خيالي، لتبرز من خلاله همجية الجنود الفرنسيين ومعاناة الشعب الجزائري من خلال قصة والدها .
في حين استلهمت الروائية ''كريستال بالديك'' روايتها ''تابوهات''، من خلال ''صمت'' والدها حول مشاركته كجندي ضد الثورة الجزائرية، إلى جانب ''أعمال العنف'' التي تعرضت لها الكاتبة في طفولتها ألهمتها كتابة مؤلفها، مؤكدة على أنها حاولت عبره القيام بما لم يتسن لوالدها القيام به، حيث تناولت في مؤلفها قصة شابة فرنسية اكتشفت اثر وفاة والدها دفاتر حرب اعترف فيها بارتكابه لعملية اغتصاب.
من جهتها تطرقت ''مونيك ريفات'' إلى تجربتها كمدرسة بسيدي بلعباس في ١٩٥٦، والتي أرختها في كتابها ''لوغلاسي'' الذي ألفته لدى عودتها إلى فرنسا
سنة ١٩٦٠، لكنه نشر بعد مرور أكثر من خمسين سنة.
وحسب الروائية ''ريفات''، فإن مؤلفها الذي لاقت صعوبات في طبعه، لما يحتويه من اعترفات، هو تنديد بـ''همجية الاستعمار الفرنسي'' الذي اكتشفته لدى وصولها إلى الجزائر من أجل ''تعليم القيم الجمهورية الفرنسية، مشيرة إلى أن الاستعمار الفرنسي حاول طمس هوية الشعب الجزائري، وهو ما كانت تقوم به ـ حسبها ـ النازية بالنسبة لجيلها .
للإشارة اختتمت هذه الأيام التي نظمت في إطار المهرجان الدولي السادس للأدب وكتاب الشباب بتكريم الكاتبة الجزائرية الراحلة يمينة مشاكرة، بقراءة مقاطع من كتابها ''المغارة المتفجرة''.
مهرجان الأدب وكتاب الشباب يمنح ''ثلاثة أيام للتاريخ''
شهادات عن حرب التحرير على لسان روائيات فرنسيات
هدى بوعطيح
شوهد:849 مرة