موسى حداد يعالج واقع الشباب وقضية الهجرة السرية

شهدت قاعة ابن زيدون برياض الفتح العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل «حراقة بلوز» للمخرج موسى حداد، الذي يعد دراما اجتماعية تعالج قضية الهجرة السرية، وواقع الشباب الذين تراودهم أحلام الالتحاق بالضفة الشمالية من المتوسط، بحثا في نظرهم عن حياة أفضل.
يقول المخرج موسى حداد أن  ''حراقة بلوز '' يقترح نظرة حالية على الجزائر، وشبابها الذين يطمحون إلى  ''الحرقة '' التي تمثل المتنفس الوحيد لهم، مشيرا إلى أن الفيلم موجه للشباب بالدرجة الأولى، لتوعيتهم أن ليس ما يطمحون إليه موجود بالضرورة في الضفة الأخرى، كما أن هدفه ـ يقول ـ أن يجعلهم ينبضون لفن سينمائي صادق يحترم مطالبهم، ويطمح أيضا لجذب الجمهور بعرض قصة من واقعهم.
وأشار موسى حداد ـ حسب بيان ـ تلقت «الشعب» نسخة منه إلى أن السيناريو يحتوي على مضامين خفية، بينما الرسالة الحقيقية التي يقترحها الفيلم للشباب ترتكز على مبدأ الإقناع الخفي، للتأثير على ذهنية المتفرج الشباب بإبراز محاسنه دون إرهاقه بخطاب أخلاقي.
وأشار المخرج إلى أنه اتخذ لهذا الغرض مبدأ أساسيا، يتمثل في عملية إدماج المشاهد الجزائري الشاب  في شخصيات الفيلم، بإعطاء الأدوار الرئيسية لممثلين شباب موهوبين، وتقديم معالجة فنية بسيطة تستنبط قوتها من الثقافة الوطنية.
من جهة أخرى، يروي فيلم «حراقة بلوز» الذي أنتجته مؤسسة موسى حداد للإنتاج والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، قصة الصديقين «زين» و«ريان»  اللذين يحلمان بالهجرة إلى ما وراء البحار، غير أن ظروفهما المادية حالت في بادئ الأمر دون تحقيق ذلك.
ويحاول ريان إقناع خاله بأن يقرضه المبلغ الذي سيسمح له بدفع ثمن العبور، موهما إياه أنه يريد الاستثمار في مشروع تجاري، وهو الأمر الذي يكلفه الذهاب إلى عنابة، وخلال هذه الرحلة يعيش ريان مواقف وأحداث حادة تجعله يكتشف قيمة العيش على أرض الوطن.
في حين يحظى «زين» بالفشل ويتم إنقاذه في آخر لحظة من طرف حراس الحدود، ليعيش تجربة مريرة، يحاول من خلالها إقناع «ريان» بالعدول عن الهجرة إلى ما وراء البحار، بعدما اقترب من تحقيق هدفه.
للإشارة يشارك في الفيلم إلى جانب الوجوه الجديدة، أسماء سينمائية وتلفزيونية عريقة على غرار محمد عجايمي، بهية راشدي، قاسي تيزي وزو، احمد بن عيسى، أرسلان وحسان بن زراري، وقد شهدت عدد من ولايات الوطن أحداث الفيلم وهي العاصمة، عنابة ووهران.
ويعرض الفيلم بقاعة الموقار من ١٧ إلى ٢٩ جوان قبل عرضه في كل من سعيدة، عنابة ووهران.. حسبما أفادت به منتجة الفيلم أمينة بجاوي حداد.