عازف الكمان محمد بلعربي لـ ''الشعب''

''دخلاء شوّهوا الفن وغيّبوا جماله وذوقه''

البليدة: لينة ياسمين

كشف عازف الكمان والباحث في تاريخ الشعر الملحون، معد ومنشط إذاعي وتلفزيوني ورئيس جمعية ''الأدبية'' في البليدة، الفنان المخضرم في الموسيقى الأندلسية محمد بلعربي في دردشة مع ''الشعب '' عن واقع الفن الذي يوجد في حسرة وأسف شديدين، وهو ما جعله يتحدث بمرارة قائلا: ''الوضع غير مريح والكل ناقم بسبب الدخلاء على الوسط الفني، حيث يحاولون استغلال الفن لأغراض تجارية ومصلحية شخصية وفقط''. كما دعا المهتمين بالإبداع الذي يعد بمثابة شخصية المجتمع وهويته الثقافية، إلى الإسراع في إنقاذه من أيادي العابثين به.

@ الشعب: هل لنا أن نتعرف على البدايات الأولى مع عالم الموسيقى للفنان محمد بلعربي؟
@@ محمد بلعربي: كانت البداية في سنوات السبعينات
وأنا في سن الـ ١٥، انخرطت لميل نفسي ولأول مرة مع جمعية الفن والأدب في البليدة، حيث كان يترأّسها الشيخ محمد محي الدين المشهور بـ ''الصالحي''، تعلّمت فن النوبات وبدأت أتقنها. وفي العام ١٩٨٠ التحقت بجمعية ''نجمة'' وأخذت الجديد وتعلّمت على أيدي الشيخين محمد طوبال ثم محفوظ الصامتي، بعدها عرجت على جمعية الودادية وكان رئيسها في منتصف التسعين الحاج مصطفى بن قرقورة. وأعود فقط إلى العام ١٩٨٧ أين التحقت بجمعية الأندلسية بالجزائر العاصمة وصقلت مواهبي ومعارفي على أيادي شيوخ ضالعين في الغنوة الأصيلة والتاريخية أمثال الشيخ مصطفى بوتريش،  بوجمعة فرقان، محمد الخزناجي ونورالدين السعودي.
@ ما هي المهرجانات الموسيقية التي سجّلتم فيها حضوركم؟  
@@ لقد شاركت مع شلة من أهل الفن في مهرجان الموسيقى العربية بمدينة ''تستور'' التونسية، وكانت المشاركة ثرية وتجربة رائدة، لأنّ الفرق المشاركة كانت مدارس مثّلتها أجواق وأسماء لامعة في سماء الفن الأندلسي والموشحات خاصة، وفي العام ١٩٩٦ شاركنا في المؤتمر الدولي للموسيقى بـجمهورية مصر العربية، وكانت أيضا مشاركة نوعية جميلة. أما أكثر المشاركات التي نالت إعجابي فهي تلك التي جرت في العام ١٩٩٨، أين شاركنا بلشبونة بالبرتغال في المعرض الدولي، ومثّلنا الجزائر باسم جمعية ''الأندلسية'' وقدّمنا عرض موسيقى ''الفادو''، وهو نوع موسيقي محلي في البرتغال، وأبهرنا الجمهور
ونحن القادمون من بلد غير أوروبي. وفي ٢٠٠٦ شاركت إلى جانب الفنان فريد خوجة والحاج مصطفى بن قرقورة في سنة الجزائر بفرنسا، وكانت تجربة رائعة أيضا حاولنا من خلالها التعريف بالثقافة الجزائرية واستقطاب الجالبية لاكتشاف موروثها الثقافي.
@ كيف وقع الاختيار على شخصكم لقيادة الجمعية الأدبية؟
@@ لقد اختارني أعضاء الجمعية الأدبية على رأسها وكان ذلك شرفا ومسؤولية كبيرين أن أتحمل ذلك، وهي محطة هامة في مساري الفني رغم أنني أجد من هم أولى وأجدر بهذا المنصب، وسأحاول تقديم ما يرفع الجمعية إلى مقام الجمعيات المساهمة في إثراء الساحة الفنية بهذا النوع التاريخي الرفيع والجميل، والارتقاء به بعيدا عن المزايدات، بالإضافة إلى استغلال الفرص للمشاركة في التظاهرات والمناسبات الاحتفالية بالغنوة الأندلسية وفن الحوزي والعروبي.
@ كيف يبدو لكم واقع الأغنية الأندلسية؟
@@ إنّ الواقع أصبح مخيفا لأنّ أطرافا غريبة أقحمت نفسها بخلفية مادية محضة وتحوّلوا إلى ما يشبه المتاجرين بالفن، وهو ما تسبّب في تراجع العطاء، وإذا استمر الوضع هكذا فإنّ الساحة الفنية ستعرف شحّا بل انقراضا في الفنانين المهتمين حقيقة بالفن، وسيتم تغييبهم والاستعانة بأشباه التجار ليحلّوا مكانهم، لأنّ المادة طغت على المتعة والذوق الجميل. ونصيحتي لمثل هؤلاء أن يتركوا الفن لأصحابه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024