جمعية الزيرية «عروسة زكار الأشم»

إبراهيم بلقوريشي: «الفن الأندلسي فضاء تراثي ومتنفس روحي ينمو بالتكوين»

عين الدفلى: و. ي. أعرايبي

تتسع خريطة الفضاء الفني بعاصمة عروس زكار الأشم ''مليانة '' بولاية عين الدفلى، إلى جعل الأشكال الفنية بمآثرها التراثية ونماذج من العصرنة التي تمنح لهذه الجهة طابع التميز بطاقاتها الإبداعية  ومجالات التكوين، التي أخذها الفنانون على عاتقهم وتجسيدها ميدانيا ضمن حلقة المحافظة والاستمرارية التي أشاعت بعضا من نوارس ونوامس الإيقاع الموسيقي الأندلسي لجمعية الزيرية بقيادة أنامل الفنان إبراهيم بلقوريشي الذي ملكه هذا النمودج إلى النخاع.
رحلة الفنان بلقوريشي لم تنفصل عن التربة التي تنفس رائحتها على وقع الإيقاع الأندلسي، التي أخذ قواعده من الموسيقى العالمية التي تلقاها بمدرسة تكوين الإطارات بعين التركي بوهران، الأمر الذي جعله، كما قال لـ''الشعب''، يتجه إلى فتح مدرسة فنية لتكوين الأطفال في أصول هذا الفن وتعليم الغناء. تطورت مبادرة الفنان، حسب تصريحه لـ''الشعب''، إلى تأسيس جمعية في ١٦ أفريل ١٩٩٧ ، اعتبرها أبناء المنطقة فضاء للتعبير على الهواجس الإبداعية وصقل الأذواق التي ترعرع فيها هذا اللون الفني.
وكشف محدث ''الشعب'' إبراهيم عن طريقة إعداد الفنان في بدايته على المستويين المتوسط والأعلى بما فيه المبتدئين من ٨ الى ٢٥ سنة ومن الجنسين، حيث وصل التعداد الى أزيد من ٦٠ تلميذا.
وعن سر تنامي هذا اللون بذات المدينة، أوضح الفنان أن طبيعة المنطقة وامتدادها وجذورها وتراثها وطبيعة السكان والحضارات التي استوطنتها، جعلت هذا الزخم الكبير مرتعا لتنفس الموسيقى الأندلسية أبا عن جد، ولا يروق للمليانيين والمليانيات إلا الترنم والاستمتاع والرقص على الطابع الأندلسي، الذي كون مجموعة من الأصوات والبراعم المبدعة ضمن حلقة التواصل والدليل على ذلك وجود ٤ جمعيات تنشط بفضاء الأنشطة والحفلات العائلية، يقول محدثنا.
وعن توصيل هذا النمودج الفني الراقي والفصيح، إعتبر بلقوريشي في حديثه لـ''الشعب'' دار الشباب والمرسى البلدي والمسبح والمتحف من الفضاءات التي تنشط بها الجمعية التي قامت بإنتاج أشرطة من الأقراص المضغوطة خلال سنتي ٢٠٠٤ و ٢٠٠٩ وأشرطة مبرمجة.
 ويرجع الفضل في نجاح الجمعية الى الدعم الذي تقدمه دار الشباب لاحتضان هذه المدرسة، وهذا في إطار المحافظة على التراث الموسيقي الذي يعد من أسباب خلود الفن والفنان في جزائر سطعت شمسها على الجميع لتزف لحن الإنتماء والتنوع والعصرنة بما يتماشى مع الذوق والطرب الأندلسي في لمساته التراثية والحضارية التي باتت مليانة من المدنالمحافظة على رونقه ووجوده خدمة للفن والفنان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024