الفنان الصادق جمعاوي لـ ''الشعب'':

لا نبذلجهدا لاستعادة قيمة الكتاب.. وأسلوبنا في مخاطبة الطفل أكبر منه

حاورته من قالمة: آمال مرابطي

اعتبر الفنان الصادق جمعاوي أن الفن والأدب الذي يقدم للطفل اليوم من طرف عديد الفنانين والمثقفين باستثناء فئة قليلة يساعد على هدم زاده أكثر من بنائه وتحصينه، داعيا إلى ضرورة الإلمام بكل الجوانب التي تغرس روح الغيرة وحب الإبداع عند هذه الفئة العمرية المهمة، التي لم تجد في مجتمعها، حسب ذات الفنان، المحيط والتربة الخصبة، وللغوص في عالم البراءة خص جمعاوي ''الشعب'' بهذا الحديث..


الشعب: تميل في كتابة أغانيك للأطفال، ما أسباب وراء توجهك لعالم البراءة؟
صادق جمعاوي: أولا عالمالطفل غير عالم الكبار، ومن حقنا ككبار وككهول أن نقدم ما قدمه الأولين من توجيه وأهمية،والتفاتتنا لفئة الطفولة ما هو إلا رسالة تربوية، فمن واجبنا كمثقفين وفنانين إبراز مثل هذه الرسائل والنصائح وتجسيدها في أعمالنا بقوالب تشفي غليل وترضي ذائقة أطفالنا.
لا نستطيع قول إن لنا ماضي إذا لم نهتم بالحاضر والمستقبل، ولا نستطيع قول بأنه لنا مستقبل إن لم نتكلم عن الماضي والحاضر، إذا لن يوجد لنا مستقبل إذا لم نحضّر له وعلينا نشر ثقافة تداول المشعل وتسليمه من جيل لآخر.
المهم أن نتكلم عن المستقبل، في المدرسة، في العائلة، وفي كل المؤسسات، فالطفل أمانة والأمانة لابد أن يتجه لها بصدق، ويجب أخذه بالخطاب السليم الصريح بالحنان والصرامة، كل هذه العوامل تجعل الإنسان يقدم رسالته للأطفال، يجب أن نقدم ما علينا وهذا أضعف الإيمان.

@ ما المعايير التي تعتمدها كفنان لإنتاج عمل موجه لهذه الشريحة العمرية الهامة؟
@@ كتبت أغاني عديدة، قدمنا فيها رسالة تربوية هادفة تصبّ جلها في المحيط المدرسي، الحياة العائلية، البيئة، موضوعات تمس الطفل وتخاطب تلك الشريحة المهمة بالمجتمع، منها ما كان من أدائي، وأخرى غنتها ندى الريحان، مجموعة أغاني كانت من تلحيني، ويوجد منها ما تم تلحينه من قبل مختار بوجليدة، ومحمد خواص.

@ إذا سألناك عن أدب الطفل بالجزائر، ماذا تقول لنا، وكيف ترى مستقبل الأنشودة؟
@@ حقيقة الطفل أصبح في صراع مع الوقت وتطورات العصر، فبظهور الانترنيت والتلفزيونهجر كل ما هو تقليدي، وبالتالي فنسبة القراءة عند هذه الفئة ضئيلة إن لم نقل منعدمة، ونحن لا نبذلجهدا لنرجع قيمةالكتاب حتى لو خاطبناه نخاطبه بخطاب جاف، فالمصطلحات كبيرة عليه.
الطفل في حاجة إلى قصص بلغة سليمة وبسيطة، حتى أنه من الملاحظ حاليا وللأسف عدم تفريق كثير طلبة البكالوريا بين المؤنث والمذكر لا يفرق بين المؤنث والمذكر، ونحن لا ننكر بعض المجهودات التي تبذلها فئة قليلة، تحاول إبراز مكانة أدب الطفل، ووضع رسالة تربوية سليمة، ومن الفئة القليلة لا نستطيع الخروج بالنوعية.
وجب علينا استعمال أسلوب التشويقعندما نتكلم على أبطالنا، يجب أن نبرز ونتكلم عن قصصمشاهير الرياضة، التاريخ، الثقافة، و..، مع الابتعاد عن الأساليب البليدة التي لا توصلهم، حاليا الانترنيت أعطاهم معلومات سبقت الكاتب، فقد أصبح الكاتب يعطيشيئا متأخرا سبق نشره بالفضائيات.

@ ما الحلول برأيك؟
@@ الحلول الجيدة تكمن في التسيير الجيد، وجب وضع إمكانيات من وزارة التربية لتخرج النوعية، كما هو دور وزارة الثقافة ولما تخصصه من رسالة تربوية، ليس إغراء للمبدعين بالمال، فلا يستطيع أن يكون المسرحي كذلك لو لم يتخرج بمستوى جيد يؤهله، وجب توفير الإمكانياتلاستكمال مهمتهم وخلق مبدعين، فعمل وزارة الثقافة مكمل لمهام وزارة التربية التربية، فكلاهما يحتاج للمبدعين، لما لا نقترح على وزارة التربية أوبرات موجهة للثانوي والابتدائي؟
وأخيرا أقول، أن اللغة السليمة والشيقة ستشجعه على القراءة والإبداع.

@ هل تشرك الأطفال في أعمالك، من خلال الأخذ بانتقاداتهم وآرائهم أم تنتظر النقد إلا من الكبار؟
@@  لحد الآن٨٠ بالمائة من الأغاني مقبولة عند الجماهير الواسعة حتى دكاترة الجامعات، وأنا أحاول دائما الاجتهاد رغم انه لا توجد ميزانية أو تشجيع لنكمل الطريق، لكن أحاول بمجهود شخصي.

@ هل تشجع الكتابة باللغة الدارجة أمالفصحى؟
@@ أكتب بالدارجةوعن قريبسأخوض التجربة بلغتنا الأم العربية الفصحى،هذه الأخيرة تقريبا تجعل الطفل يحس بأنه أكاديمي.
علينا عدم تجاهل الواقع، محيطنا لا يساعد الطفل على القراءةبالفصحى، كما أن التلحين يأخذ وقتا طويلا، و لو كان فيه اهتمام وميزانية خاصة للفنان، بتوفير أجرة الكرامة يستطيع أن يبدع بشتى اللغات، فالطفل رسالة عالمية، ويجب على الفنان أن يكون متفتحا على كل اللغات يبدأ باللغة الأم، لكن في بعض الأحيان تسمع في المحيط إلا الكلمات الهابطة والكلمات الفاحشة، لو الطفل يغني بالفصحى يتم الاستهزاء به، فقد تعلم الأغاني الهابطة ومن الصعب العملبنقص الإمكانيات المادية لمواجهة تلك الظاهرة من انتشار الأغاني الهابطة.

@ ما رأيك في القنوات العربية الإنشادية التي عرفت تزايدا مؤخرا، هل ترى بأنها مفيدة للطفل؟ وأين الجزائر من هذا؟
@@ بصراحة الدول العربية تتميز بمقاييس تفرض احتراما للمبدع والفنان الذي يتطرق لتلك الشريحة بالمجتمع، فالطفل عندهم يتمتع بمكانته، ينمو بطريقة طبيعية، بتوفير برامج مختلفة في القنوات العربية موجهة له.
وأحيانا نشعر بالغيرة عندما نقارن الوضع بالجزائر، نرى واقع مر للطفل الجزائري وترديده للأغاني الهابطة مماساعد على انتشار وسماعنا كلمات بالشارع تصدمنا، أصبح السمعي والبصري في الجزائر في بعض الأحيان يوجه رسالة مسمومة للأجيال، حتى الطفل أصبح لا يحترم مدرسه أو والديه، لن نذهب بعيدا، في الملاعب نرى ألفاظاهابطة وتأخرا كبيرا في الميدان، وإذا لم تتحرك الجهات المسؤولة بوضع برنامج كبير خاص للأطفال، سيكون هناك جيل، يصعب التعامل معه، بتحضير برامج ترفيهية وتحسيسية لينمو بطريقة طبيعية بعيدا عن المعالم السلبية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024