أعابت المنشطة التلفزيونية القديرة ماما نجوى عدم اهتمام وسائل الاعلام السمعية البصرية، والمكتوبة بالطفل، مشيرة إلى الدور الذي تلعبه في تنمية مواهبه وقدراته الفكرية، من خلال الحصص التربوية والترفيهية التي تقدمها له سواء يوميا أو أسبوعيا.
أشارت ماما نجوى في حديث لـ ''الشعب'' أن الاهتمام بالطفل في الوقت الراهن في تدهور مقارنة بالسنوات الماضية، داعية إلى ضرورة تخصيص على الأقل حصة واحدة في اليوم لهذه الفئة سواء في التلفزيون أو الإذاعة.
وعادت ماما نجوى بالذاكرة إلى سنوات السبعينيات والثمانينيات، حين كانت تُخصص صفحات عبر الجرائد للطفل سواء باللغة العربية أو الفرنسية، كما آثرت العودة للبرامج التي كان يقدمها كبار الأدباء، من بينها الحصة الخاصة بالأستاذ جرمون، والتي تعالج ـ حسبها ـ مواضيع متنوعة تربي الأجيال عبر العصور.
وأشارت المنشطة القديرة إلى البرامج التي أشرفت على تقديمها للأطفال في الإذاعة والتلفزيون، وهي التي عرفت بحصتها الرائعة ''الحديقة الساحرة''، إلى جانب ''جنة الأطفال'' والتي كانت تبث مرتين في الأسبوع، فضلا عن حصة ''ألعاب ومنوعات''، ''نادي الأطفال''، ''بين الغابات الجميلة'' التي كانت تبث مباشرة بعد خروج الطفل من المدرسة، وبرامج أخرى في المناسبات الدينية والوطنية.
وأكدت ماما نجوى أنهم كانوا يراعون مناطق الجنوب مع بداية شهر جوان، ومشاركة الأطفال في المخيمات الصيفية، ناهيك عن تنظيم برامج خاصة بالكشافة، والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.
وتساءلت محدثتنا عن سبب تهميش الطفل عبر وسائل الإعلام، وقالت ''أين هي حقوق الطفل التي صادقت عليها الجزائر بمعية الأمم المتحدة، ولماذا هذا الشلل الذي يغزو قنواتنا؟''.
وأكدت على أن الطفل في غياب ما يقدم له من برامج على القنوات الجزائرية، يتعرض إلى غزو ثقافي بلجوئه إلى القنوات الفضائية، مشيرة إلى أن جيل المستقبل عليه في بادئ الأمر أن يتشبع بثقافته ثم ثقافة غيره، كون الطفل أمانة بين أيدينا، وعلينا ـ تقول ـ أن نتداول على توعيته بداية من الأسرة، دور الحضانة، والمدرسة والتي عليها أن تعمل على توجيهه حتى يتعرف على موقعه في هذا المجتمع.
من جهة أخرى اعتبرت ماما نجوى الطفل في حد ذاته مادة خام، والذي من خلاله يمكن تقديم برامج ثرية، مشيرة إلى أن هناك مواهب يجب الالتفاف إليها لتنميتها وصقلها، شرط وجود ـ حسبها ـ منشطين يقبلون بتقديم حصص خاصة بهم.
كما قالت المنشطة، إن الكثير من الأولياء يستوقفونها للاستفسار عن حصص الزمن الجميل، متسائلين عن سبب غيابها، ومطالبين إياها بتقديم برامج لهذه الفئة، قائلة بأنها في كثير من الأحيان تصاب بإحراج لأنها لا تجد إجابة لأسئلتهم، كون الأمر خارج عن نطاقها.
ودعت صاحبة ''الحديقة الساحرة'' المسؤولين الاهتمام بالأطفال من خلال برامجهم، وتخصيص صفحات لهم، كون الترفيه والثقافة ـ حسبها ـ حق من حقوقه، مثلما له الحق في التعليم والتعبير والعناية لا سيما ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي سؤالنا حول ما إذا كان لماما نجوى مشاريع مستقبلية خاصة بالبراءة، أكدت بأنها تسجل في الوقت الراهن مع مؤسسات خاصة، برامج تُعنى بـڤالطفل والأمومةڤ، قائلة ''وجدت الاهتمام بالطفل لدى هذه المؤسسات، ففضلت التعامل معها''.