حكيــم صالحـي لـ ''الشعــب'':

على الفنانين الشباب إيلاء أهمية للغتهم وثقافتهم لضمان النجاح

أجرت الحوار من تيزي وزو: ضاوية تولايت

بقاء الحفلات  والمهرجانات حكرا على الصيف إجحاف في حق فننا

أكد المطرب حكيم صالحي في مقابلة خص بها ''الشعب''، على هامش إحيائه حفلا فنيا بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو بمناسبة خمسينية الاستقلال، على ضرورة إيلاء الشباب المواظب على مجال الغناء بكل الطبوع أهمية للغتهم الأصلية المرتبطة ارتباطا وثيقا بهويتهم وثقافتهم، بدل التوجه إلى لغات أخرى، إضافة إلى الاهتمام بعامل التنظيم في الحفلات التي أقرتها وزارة الثقافة.

الشعب: ما هو إحساسكم وأنتم تحيون حفلا للمرة الثانية بولاية تيزي وزو؟

حكيم صالحي: تعد هذه المرة الثانية التي اغني فيها بتيزي وزو بعد غياب جد طويل، أتذكر أول مرة غنيت فيها بهذه القاعة التي لم تسع للجمهور الذي توافد بكثرة لدرجة أن السيارة التي كنت فيها لم تتمكن حتى من المرور، وهو حدث لا يزال راسخا في ذاكرتي إلى حد اليوم وكانت لحظات جد جميلة، وأنا هنا مجددا أغني بمنطقة القبائل، وأقدر جمهوري مهما كان عدده في القاعة، فالعشرات مثل الآلاف بالنسبة لي، امنح لهم كل ما لدي من طاقة بهدف الاستمتاع والترفيه عن النفس.

- محطتكم الأخيرة في الجولة المنظمة من طرف ديوان رياض الفتح، ما مدى تقييمكم لهذه التجربة؟

* أشكر وزارة الثقافة وديوان رياض الفتح في تنظيمهما لهذه الجولات الفنية، التي تفتح الباب للفنانين الجدد في الساحة الفنية لاكتشافهم من طرف الجمهور عبر كافة التراب الوطني، كما أنها تعود بالفائدة للفنانين للتشهير بأنفسهم، فانتظار الصيف فقط لتنظيم حفلات غير كاف فالسنة طويلة، ويجب الاحتفال على مدار أشهر السنة وعدم انتظار المهرجانات.
لكن أتأسف من جهة أخرى على عدم إتباع هذه الجولات بإعلانات بشتى الطرق من إذاعة وتلفزة وجرائد، لائحات حتى يعلم الجمهور بمواعيد هذه الحفلات، وادعوا على وجوب التنظيم أكثر في هذه الجولات واطلاع المواطنين بالبرنامج المقرر قبل شهر على الأقل عبر اللائحات حتى يتسنى للناس حضورها، خاصة بالنسبة لفئة الشباب.
وحتى أكون جد واضح، فأنا أتفاجأ يوميا بلقاء أصدقاء ومعارف يقولون لي ''وين راك رايح ياحكيم'' لأقول لهم بأن لديّ موعد تنظيم حفل بالقاعة الفلانية، ليؤكدوا لي بدورهم بأنهم يسكنون بالجوار ولا يعلمون بها'' وهذا شيء جد مؤسف، لذا أنا مستعد شخصيا لأكون من احد المبادرين لتنظيم مثل هذه الحفلات لضمان نجاحها فلا يجب اخذ قرارات في أخر دقيقة لتنظيم تظاهرة فنية.

- اقتحمتم مؤخرا عالم التنشيط في التلفزة، كيف ترون هذه الخطوة؟

* صحيح أنني دخلت مؤخرا عالم التنشيط التلفزيوني، ولقد رحبت بفكرة انضمامي لقناة ''الجزائرية'' بتنشيطي لبرنامج ''فنانين لايف'' من أول وهلة، رغم علمي بأن هذا الأمر مسؤولية كبيرة، خاصة وأنها تجربة أولى بالنسبة لي، وما زاد ترحابي بالفكرة كون البرنامج فنيا، باعتباري قريب من فئة الفنانين، وأعرف عنهم الكثير، خاصة عن مسارهم الفني.
 والغرض الأكبر من إنجاز هذه الحصة هو اختيار فنان له تاريخ فني طويل، وقدم الكثير لثقافة بلاده قصد تقريبه أكثر من جمهوره، وأيضا نستضيف مواهب غنائية من الجيل الجديد قصد التعريف بهم، وهذا تشجيعا منا، ويمكنني القول إن عالم التنشيط ليس بالسهل ولكن أقدم كل من بوسعي لإنجاح هذه الحصة، خاصة أنها حصة خاصة بالفنانين، واشكر القناة بالمناسبة لهذه الثقة التي منحتها لي.

- هناك عدد كبير من الفنانين الجدد في الساحة الفنية، ما رسالتكم لهذه المواهب الشابة؟

* أطلب من الشباب الجدد في الساحة الفنية أن يغنوا بالقبائلية والشاوية والعربية، بأي لهجة لأبائهم وأجدادهم، فهم يغنون بالفرنسية والانجليزية وهذا خطأ كبير بالنسبة لي، فالشعب الجزائري متعطش لثقافته وهويته، هذه المواهب الشابة تفسر عدم نجاح أغانيها إلى أن الشعب الجزائري يحب الشطيح والرديح، لكن أقول أن النجاح يتطلب الاهتمام أولا بما لدينا من ثقافة ثم الانتقال إلى طبوع أخرى، وبخصوص الكلمات أظن أن كل شخص يحترم نفسه يستعمل كلمات نظيفة، كما اطلب من الفنانين التقرب من كتاب الكلمات والشعراء لتحسين الكلمات، فالشاعر ينتظر الفنان والفنان ينتظر الشاعر ويجب أن يكون البحث بين الطرفين لأداء عمل جيد.

- هل لك أن تكشف لنا برنامجكم الفني الخاص بشهر رمضان والصيف، اللذين على الأبواب؟

* لقد دخلت مؤخرا من السويد، حيث مثلت الجزائر في حفل فني نظم هناك، وفي الحقيقة ليس لدي أي برنامج خاص بالصيف أو رمضان، ولكنني انتظر دعوات من طرف المنظمين والمسؤولين الإداريين وفي حال تلقيتها سأستجيب لها بالتأكيد، كما أتمنى المشاركة في مهرجان الفراولة الذي سينظم قريبا بسكيكدة التي هي مدينة جميلة جدا، فمنذ حوالي ٢٠ سنة كان هذا الاحتفال اكبر حدث بالمنطقة ولا أدري إن كان يعد كذلك اليوم، وارجوا أن أتلقى دعوة للإحياء حفل هناك.
- ما هو جديد حكيم صالحي في عالم الفن؟
* أصدرت مؤخرا ألبوما جديدا يحمل عنوان ''راحة البال'' يضم ١٣ أغنية واحدة منها غنيتها على وطننا الحبيب الجزائر، فعلى كل الفنانين الجزائريين الغناء على الوطن، كما أن الألبوم يحوي عدة أغاني بريتم وشاعرية، وهو في الأسواق حاليا، وأتمنى أن يلقى إعجاب الجمهور، وإن لم يكن في المستوى المنتظر منهم ، فأنا استسمحكهم، وسيتوجب عليّ العمل أكثر في المستقبل. وبخصوص الأغنية القبائلية فقد أصدرت واحدة كتبها لي فرحات مبروك وقد لقيت إعجاب الكثيرين سواء من حيث الموضوع والكلمات وكذا الإلقاء وأنا سعيد بذلك.

- ونحن على أبواب الإحتفال باليوم الوطني للفنان . كيف تقييمون وضعيته الآن؟

 لست من الفنانين الذين يشتكون ويقولون إن الفنان الجزائري فقير ويعيش في وضعية صعبة ومتدهورة، صحيح أن عالم الفن يعاني العديد من المشاكل، لكن هذا الوضع نلمسه بجل القطاعات الأخرى التي بدورها تواجه صعوبات.
ومن باب المقارنة، فالفنان في البلدان المتقدمة يعيش في رفاهية وعالم الفن يربحه الكثير من الأموال، ولكن للأسف هذا عكس ما يحدث في الجزائر، فالفن لا يعد مصدر رزق، لكن لا أقول أن الفنان الذي لا يملك سيارة ويعيش في رفاهية أن وضعيته ليست جيدة، ففي بعض المرات نقول إن اللّه إذا لم يعطينا فهو اعلم بسبب ذلك والحمد للّه على كل شيء.
- بماذا يختم حكيم صالحي مقابلة ''الشعب''؟
* أشكر الديوان الوطني لرياض الفتح لتنظيمه هذه الجولات الفنية، وأدعوا إلى الاجتهاد أكثر في تنظيمها، كما اشكر ''الشعب'' على هذه المقابلة، وبمناسبة اليوم العالمي للفنان احيي جل الفنانين الجزائريين، وأقول لهم ''صح عيدكم مسبقا''، ومن باب النكتة فقط أظن أنه على الجمهور أن يصعد للمنصة ليغني للفنان في عيده الوطني ''تبادل الأدوار''، فالفنان يغني حتى في عيده لذا أدعوا المتفرج والجمهور أن يقوموا بإمتاعه هذه المرة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024