احتضنت جامعة مولود معمري بتيزي وزو ، الملتقى الوطني حول «الأناشيد الوطنية خلال الثورة التحريرية»، بمشاركة أساتذة ودكاترة جاءوا من مختلف جامعات الوطن، من تنظيم مخبر الممارسات اللغوية، مؤسسة مفدي زكريا، دار الأمل للنشر والتوزيع، ومديرية الثقافة بالولاية.
ابرز المشاركون في هذا الملتقى خلال مداخلاتهم دور وأهمية الأناشيد الوطنية، التي كانت في الثورة تحرك مشاعر الشعب الجزائر لمواجهة بطش وطغيان الاستعمار الفرنسي، وكذا رزع حب الوطن والتعبير عن مشاعرهم إبان الثورة التحريرية المظفرة.
كما توقف المحاضرون على الأناشيد الحماسية، التي كانت على ألسنة الناس آنذاك، حيث دعوا إلى تدوين ما لم يدون من هذا التراث المؤرخ لفترة مهمة في تاريخ الجزائر، المنطوقة سواء بالعربية أو بالأمازيغية، إلى جانب وضع ديوان للأناشيد الثورية، يشارك بها الجزائريون في المحافل الوطنية والدولية والتي ستساهم في كتابة تاريخ الثورة التحريرية من جهة، وتنفض الغبار بطريقة فنية ممتعة على المراحل والبطولات التي يزخر بها الوطن، إضافة إلى استقاء الأحداث السياسية وتسجيل المواقف الرسمية، من خلال الاستفادة من الوثائق و الشهادات، و الاعتماد على الروايات والحوارات، مع الرجوع إلى الآثار المكتوبة والمرئية.
وقد تطرق الدكتور حسين شلوف، أستاذ من جامعة قسنطينة في محاضرته «الأناشيد الوطنية بين التحدي والطموح»، إلى دور هذا القالب الفني، الذي ساهم في نهضة الفكر الجزائري وطمح إلى حياة جديدة ، وإحياء الأصالة وبعث الهوية وترسيخ مقومات الشعب الجزائري، مضيفا أن مظاهر الحياة العقلية والمتمثلة في اللغة، الشعر، الحكمة، أغنية كان لها الدور الفعال لا يقل أهمية عن دور صوت السلاح في الجبال، مبرزا في السياق ذاته أن لغة السلاح استمدت عزيمتها من هذه المظاهر العقلية.
كما تخلل التظاهرة الفنية والثقافية محاضرات حول «الأنساق الثقافية وخصوصيتها في الأناشيد الوطنية» للدكتورة راوية يحياوي، «القصيدة الثورية القبائلية أثناء الحرب التحريرية منطقة آث دوالة» لحسين شلوف، «الروح الثورية والبعد الديني في شعر مفدي زكريا الملحمي» للدكتور عبد القادر سلامي، وأخرى حول «دور الأناشيد إبان الثورة التحريرية في شحذ الهمم واستنهاض العزائم» للدكتور باديس لهويل، و«الأغنية النسائية القبائلية وصداها في الثورة التحريرية المباركة» للأستاذة حورية بن سالم.
وكانت المناسبة فرصة لتكريم نجل الراحل خليفي علي المشهور بأغنيته الثورية «أيما عزيزن أورتسرو أيما اصبري ولا تبكي»، وهي الاغنية التي تركت بصمتها القوية في الفن الثوري الجزائري الناطق بالقبائلية.