خصص المتحف العمومي للفن الحديث والمعاصر ''ماما'' التفاتة إلى مصوري الحرب، الذي افتتحته وزيرة الثقافة خليدة تومي عشية أول أمس بحضور فنانين ناضلوا بعدساتهم لكشف الستار عن بطش وطغيان الفرنسيين.
أكدت تومي على هامش افتتاح معرض ''مصورو الحرب..جنود الأسود والأبيض''، أن الثورة الجزائرية تميزت بمختلف أنواع النضالات، حيث لم يتوقف الحد عند كفاح السلاح، بل جند المناضلين سواء كانوا جزائريين أم أجنبيين كل الأساليب تأكيدا على حق الجزائريين في تقرير المصير والقضاء على مستعمر استعمل مختلف أساليب التعذيب والبطش، معتبرة الكلمة والصورة من الوسائل التي ساعدت بشكل كبير في كشف نوايا الفرنسيين وطغيانهم تجاه الجزائريين.
وقد قالت تومي وهي تتجول رفقة الفنانين والحاضرين بين اللوحات التي تؤرخ لثورة مجيدة صنعها رجال ونساء تصديا لطغيان الفرنسيين، أن الجزائري الغيور على وطنيه الواقف أمام هذه الأعمال الإبداعية ينتابه شعور بالفخر تجاه شعب مكافح تحمل كل التعذيب من أجل العيش تحت كنف الحرية.
كما حضر التظاهرة الثقافية شخصيات أيدت القضية الجزائرية، وقدمت يد العون للمناضلين الجزائريين خارج الوطن، من بينهم الفرنسي ذات الأصول الأرجنتينية أدولف كامنسكي، الذي تحدث لـ''الشعب'' على التسهيلات التي قدمها للجزائريين في فرنسا، حيث كان يتعامل مع فيدرالية جبهة التحرير الوطني في إطار شبكة ''جونسون''، حيث ساعد الجزائريين على تجاوز الحدود بمنحهم جوازات السفر وبطاقات الإقامة.
وقد أكد أدولف لـ''الشعب'' انه من دعاة السلام، حيث ناضل ضد الفاشية والنازية، كما أهدى بالمناسبة خليدة تومي كتابا يتضمن صورا وشهادات حول كفاح الجزائريين وتصديهم للعدو الفرنسي.
للإشارة، يرافق المعرض الذي يحتضنه متحف ''ماما'' بالعاصمة ملتقى حول ''إدراج الصورة في حرب التحرير الوطنية، الصورة والثورة''، ثري بمداخلات أسماء جزائرية منها رضا مالك، علي هارون، لمين بشيشي، احمد بجاوي وغيرهم، وأخرى أجنبية منها ماري شومينو، روزا اولموس، وغيرهما.