الشاعر بن دكوم: خليفي أحمد بلبل غرد من قلب الصحراء

فضل الشاعر بن دكوم رابح صديق الراحل خليفي أحمد عميد الاغنية البدوية والصحراوية وصاحب روائع «الياي ياي» وأغنية «غزال الصحراء يا محلاها» و«قلبي تفكر عربان رحالة» أن يتذكر رفيق دربه في ذكرى وفاته الاولى المصادفة لـ١٧ مارس الماضي بقصيدة في الشعر الملحون.ذكر الشاعر بن دكوم مناقب الفقيد الحميدة محطات هامة في تاريخه الفني، وكيف مثل الجزائر تمثيل السفراء والدبلوماسيين، ولكن بغنوة فيها من الدفء وعطر صحرائنا.
وقال الشاعر ومنتج العديد من أغانيه لـ«الشعب»، أن الراحل خليفي أحمد جوهرة سطعت و اضاءت عالم الفن في الجزائر و خارجها و كان و لا تزال اثاره تضعه في مرتبة محترمة و عالية  كان فعلا بلبلا يغرد من قلب صحرائنا العظيمة ، وسفيرا لبلاده بين الملوك و الرؤساء ، الذين احبوه واحترموه وكرموه أحسن تكريم ، كونه مثل الجزائر بروائع من الفن الاصيل.
ويسترسل ذات المثقف في لقاء مع «الشعب» بالقول «لقد أبهر بصوته الرخيم و كلماته الهادفة و اللحن المميز أمراء السعودية ، و لم يجد ملك المغرب الراحل الحسن الثاني سوى أن يلبسه عباءته اعترافا لصوته البلبلي الصداح».
وعن بداية العمل معه قال الشاعر بن دكوم لـ«الشعب» انه تعرف عليه في عام ١٩٦٥، و منذ ذلك التاريخ اصبح لا يتفارقان و يتبادلان الزيارات، حيث كان الراحل خليفي احمد يزوره كلما عرج على فرنسا ، لاقامة صديقه الشاعر هناك مع عائلته .
واكد ذات الشاعر ان اول عمل مشترك مع فقيد الاغنية الجزائرية يعود الى عام ١٩٧٠ ، قائلا في هذا الصدد «تاريخ لن ينساه ما بقي لي من أيام ، سجلنا معا مجموعة غنائية».
ذكر بتفصيل الكاتب كتابته لمجموعة من الاغاني التي لم يتردد بلبل الصحراء في غنائها ، وعن آخر ما كتب له الشاعر وغناه الفنان الفقيد أغنيتين مطلع الاولى «يا قمري هولتني غير تنقمر» أما الثانية فمطلعها «يا خوتي قرن الكشايف راهو وصل»، وعن قصيدته التأبينية فجاء مطلعها عاطفيا وحزينا و يقول فيها ... «عزوني في حبيب ليا راه ارحل ... محبوب الجميع راهوا عنا راح» «اخليفي معروف عند الناس الكل ... و غيابو زادلي للقلب اجراح اسمو يبقى عند لحباب مسجل ... راح الفن اوراحت أيام الافراح» وختم القصيدة بابيات شعرية خالدة خلود اسم الراحل وبلبل الصحراء وقال «أيام الله بين خلقو تداول... وسع قبرو يا الله ناشي لرواح يبقى في التاريخ غناه مسجل ... بلعباس ـ وهو الاسم الحقيقي للفنان ـ أحمد هاهو عنا راح  ادعو لو بالخير والمولى يقبل ... و لي دار الخير عند الله يرتاح.
بن دكوم الي على خوه مهول ... من فقدو معدوم قلب فيه الجراح».