يُفتتح، اليوم، بالمتحف الوطني للفنون الجميلة، معرضا فنيا تحت عنوان «نيرودا.. صوت شعبه»، والذي يسلط الضوء على حياة الشاعر الشيلي «بابلو نيرودا» في الذكرى الأربعين لوفاته.
يندرج هذا المعرض في إطار تعزيز العلاقات القائمة بين الجزائر والشيلي التي تشارك الجزائر احتفالها بالذكرى الـ٥٠ لاسترجاع السيادة الوطنية، وتتميز التظاهرة الثقافية بمشاركة قوية لفنانين ورسامين من الشيلي والمكسيك، وآخرين من آسيا، إفريقيا، أمريكا اللاتينية وأوروبا، يستعرضون أعمالهم الفنية التي تبرز تألق وثراء الأعمال الشعرية لـ«بابلو نيرودا» من منقوشات، لوحات زيتية وأعمال فنية أخرى.
وإلى غاية الخامس من ماي المقبل يكتشف زوار المعرض الحياة النضالية للشاعر الشيلي، الذي كان ينادي بالحرية، وساند الشعوب المكافحة، لا سيما الجزائر خلال محاربتها للمستعمر الفرنسي، حيث ألف عديد الأشعار التي تغنى فيها بالثورة التحريرية الكبرى.
وبالمقابل احتفى العديد من الشعراء الجزائريين بنيرودا، حيث أنجز الشاعر عبد الله حمادي، أول جزائري يتخصص في الأدب الإسباني، كتابه المرجعي باللغة العربية «اقترابات من شاعر تشيلي الأكبر بابلو نيرودا»، بداية ثمانينات القرن العشرين، وهو عبارة عن سيرة حياتية شعرية متبوعة بترجمات لأشهر قصائده.
كما يبرز المعرض الحياة الخاصة للشاعر الشيلي وحياته اليومية من خلال إبراز إنسانيته ومواطنته المثالية وحبه لوطنه، إلى جانب نضاله السياسي من أجل تغيير أوضاع شعبه إلى الأحسن، ومن هنا يكتشف الجزائريون الذين تضامنوا مع بابلو نيرودا، طيلة الأحداث التي أعقبت الانقلاب في تشيلي عام ١٩٧٣، حياة الشاعر الكبير، الذي بدأت إبداعاته الشعرية في الظهور قبل أن يكمل عامه الخامس عشر وتحديدا عام ١٩١٧، وفي عام ١٩٢٠ اختار لنفسه اسما جديدا هو بابلو نيرودا.
وفي مارس عام ١٩٢١ قرر السفر إلي سانتياجو، أين استقر في بيت الطلبة لاستكمال دراسته في اللغة الفرنسية، ليشترك نيرودا في المظاهرت الثورية التي اندلعت في البلاد آنذاك، وفي عام ١٩٢٤ هجر دراسة اللغة الفرنسية وتخصص في الأدب، حيث كتب ثلاثة أعمال تجريبية وذلك قبل أن يبدأ رحلة تعيينه سفيرا في العديد من البلدان، آخرها سفيرا في الأرجنتين عام ١٩٣٣.
أعماله الإبداعية المتألقة والثرية مكنته من الحصول سنة ١٩٥٥ رفقة الرسام الإسباني بابلو بيكاسو على الجائزة الدولية للسلام في كتابة مسرحية بعنوان «عظمة ووفاة خواكيم مورييتا»، ليواصل عطاءاته، ويشتهر بمجاميعه «عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة»، التي ترجمت أكثر من مرة إلى اللغة العربية.
كما كتب سيرته الذاتية بعنوان «أشهد أنني قد عشت» وترجمت إلى العربية منذ السبعينات من القرن الماضي، وعام ١٩٦٨ يُصاب الشاعر الشيلي بمرض يقعده عن الحركة، وفي ٢١ أكتوبر عام ١٩٧١ يفوز نيرودا بجائزة نوبل في الأدب، ليتوفى بابلو نيرودا سنة ١٩٧٤ متأثرا بالانقلاب العسكري، على حكم الزعيم ''الياندي''.