صدر مؤخرا عن ديوان المطبوعات الجامعية كتاب تاريخي يكتسي أهمية كبيرة، على اعتبار أنه يسلط الضوء على اتفاقيات إيفيان، حمل عنوان (الملف السري-اتفاقيات إيفيان) مهمة سويسرية للسلم في الجزائر، وجاء في حلة جميلة ومضمون ثري يمكن للقارئ والمهتم برصد المادة التاريخية على وجه الخصوص الاستلهام منه الكثير من الحقائق التي طرحها مؤلفه (أوليفيي لونغ) الدبلوماسي السويسري المحنك.
يأتي إصدار (الملف السري- إتفاقيات إيفيان) ليرى النور، في ذكرى الاحتفاء بخمسينية الاستقلال والسير نحو تكثيف وتفعيل عملية التأريخ وحفظ الشهادات لكل ما يتعلق بثورة التحرير المجيدة.
ويمكن الوقوف من خلال هذا الكتاب على مسار مفاوضات هامة في تاريخ الجزائر المعاصرة مع ذكر جميع تعثراتها ولا يغفل الدور السويسري كوسيط بين الجزائر وفرنسا إلى غاية وقف إطلاق النار.
وجاء انتقاء ديوان المطبوعات الجامعية لهذا المؤلف من أجل دعم المراجع التاريخية في مكتباتنا، والعمل أكثر على تجلية حقيقة وطبيعة تلك المفاوضات المصيرية التي توجت باتفاق وقف إطلاق النار بالجزائر.
يذكر أن الكتاب تضمن فصلين، يتناول صاحب الكتاب في الفصل الأول جس النبض التمهيدي إلى مؤتمر إيفيان الأول نوفمبر 20 ـ 1961 ماي 1961، ويتطرق إلى الاتصال الأولي والمراحل التمهيدية وانطلاقة بلوسان التي يصفها بالجيدة وانسداد بنيوشاتل إلى جانب استئناف المباحثات السرية والتصادم حول الحركة الوطنية الجزائرية، ويتحدث عن انقلاب الجزائر ونحو إيفيان ويختم هذا الفصل بالتسوية الناجحة.
ويعنون الفصل الثاني، من مؤتمر إيفيان الأول إلى وقف إطلاق النار بالجزائر (20 ماي 1961- / 19 مارس 1962) ومن أبرز ما سلط عليه الضوء مؤتمر لوغران، بالاضافة إلى استئناف المفاوضات السرية واللقاءات السرية ببلدة روس ومؤتمر إيفيان الثاني والسلم المهدد. وما تجدر إليه الاشارة، فإن الدبلوماسي لونغ يقدم شهادة تاريخية عن المفاوضات الطويلة والشاقة برؤية سويسرية.