رفض المايسترو قويدر أمين حصر الموسيقى الكلاسيكية في جمهور الطبقات الراقية وقال من منبر «ضيف الشعب» بان الاستمتاع بهذا النوع الفني يخص الجميع بالنظر لما تحمله من قيم ورسائل من شانها ترقية الذوق.
وأكد المايسترو قويدر أمس أن إنجاح هذا النوع من الموسيقى ليس مقتصرا على الطبقات الراقية والمثقفة فقط بل هو حق مكفول للجميع موضحا بان فتح نقاش بين الجمهور والأركسترا السمفونية من شانه أن يعطي مفاتيح الموسيقى الكلاسيكية للعامة حتى يتعرفوا عن قرب على جمالية هذا الفن.
ودعا قويدر إلى نشر هذه الموسيقى في ربوع الوطن من خلال تكثيف النشاطات وأشاء «أوركسترات سمفونية» جديدة تدعم الأوركسترا الوحيدة حاليا من أجل السماح لأكبر قدر ممكن من الفنانين للانضمام واختيار أحسن المواهب داخل وخارج الوطن.. وقال:« حيث اطلعت على الكثيرين الذين بإمكانهم تدعيم الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية والوصول بها إلى العالمية ».
وشدد في سياق متصل على ضرورة التكوين الجيد والتحكم في كتابة الموسيقى والإلمام بمختلف جوانب العزف والاستماع وروح العمل الجماعي الذي اعتبره أهم عنصر لإنجاح أي عمل أو مشروع.
كما أشارقويدر إلى ضرورة الاعتماد على كتابة التراث الموسيقي وتلقينه وعدم الاكتفاء باكتشاف المواهب والدفع بها دون ثقافة موسيقية.
وقال فنان اوركسترا اليونسكو للسلام أن تربية الأطفال على الموسيقى أمر ايجابي ويضمن جمهورا واسعا للموسيقى الكلاسيكية مستقبلا حيث يجب أن يكون استثمارا على المدى البعيد.
وتخضع الفرق السمفونية حسب المعايير العالمية إلى ٣ أقسام منها الصغيرة التي تضم ٢٠ موسيقيا والمتوسطة على غرار التي تملكها الجزائر ولا يتجاوز عدد الموسيقيين فيها ٥٠ موسيقيا أما في الدول التي تملك تقاليد فتنشا فرقا بأكثر من ٨٠ موسيقيا،وتضم هذه الفرق آلات إيقاعية ،وأخرى للنفخ وآلات وترية وليس هناك مشكلا إن كانت تضم أجانب.
وأشار قويدر إلى أهمية توحد الأسرة الفنية لتقديم مشاريع فنية وموسيقية تليق بمستوى الجزائر من خلال تفادي الحساسيات والنظرة الضيقة التي فوتت الاستفادة من الكثير من الفنانين والمبدعين في صورة تؤكد غياب الاتصال والتفكير في المصلحة العليا.
وسمح نشاط الأوركسترا السمفونية الوطنية التعريف بالموسيقى الجزائرية وإدخالها العالمية والتعريف بالتراث الوطني في مختلف التظاهرات الدولية خاصة وأننا نملك قدرة كبيرة على مزج العصري بالتقليدي مثلما قمنا به في الموسيقى الأندلسية العربية.
وتحدث المايسترو قويدر عن علاقة الفلسفة بالموسيقى والروح الجمالية ذات الأبعاد الروحية،وقال «أن الموسيقى تدخل في حوار الحضارات والثقافات الذي تعمل اليونيسكو على نشرة من أجل السلام والتسامح ونبذ العنف والتطرف».
ويبقى الهدف من الترويج لهذا النوع من الموسيقى هو إرساء تقاليد وطنية وتوسيع القواعد الجماهيرية لتشجيع روح الإبداع في المجتمع وتصدير الثقافة الوطنية بالخارج التي تملك صدى ايجابيا .