أمسية ترفيهية أمتعت البراءة برياض الفتح

برامج خاصة بالأطفال لبناء شخصية رجل الغد

رياض الفتح: فتيحة/ك

تغيب الطفل عن أي دور في المجتمع  الذي ينتمي إليه على اعتبار انه لا يملك المؤهلات التي تمنحه العضوية الاجتماعية، وتُركه لقمة سائغة في فم فضائيات أغلب ما تبثه لا يتناسب وأعراف وتقاليد المجتمع وربما هو أحد التفسيرات التي يقدمها الأخصائيون لازمة الأخلاق  التي تضرب بقوة منذ ما يقارب العقد من الزمن.

لذلك ثمن كثيرا الأولياء الأمسية الترفيهية التثقيفية التي نظمها ديوان رياض الفتح، أمس، والتي اشرف عليها الفنان  حميد عاشوري إلى جانب عروض لعرائس القراقوز والعاب بهلوانية قدمها  في قاعة ابن زيدون، حيث التقت «الشعب» بعض الأطفال وأوليائهم لتتعرف على رأيهم في مثل هذه النشطات.
السيدة كميليا ـ ربة بيت ـ كانت أول من اقتربنا منها سألناها عن سبب حضورها فقالت: «في كل مرة يكون نشاط ترفيهي للأطفال هنا آتي مع ابني ليستمتع بالعروض وللاستخلاص الدروس والعبر في كل ما يشاهده. حتى الكوميدية تجد رسالة ومغزى من ورائها، لذلك أرى أن مثل  هذه النشاطات الموجهة للطفل مهمة جدا خاصة في تكوين شخصيته المستقبلية ليكون رجلا سويا يساهم في بناء الوطن ويشارك في تطوره بإيجابية».
وأضافت السيدة: «أتساءل كثيرا عن السبب الذي جعل الطفل آخر اهتمامات الكاتب أو الفنان أو الممثل أو السياسي لأن أول خطوة نحو المستقبل تكون بالاهتمام به وأن كان صغير السن فالأبحاث والدراسات السوسيولوجية الحديثة تؤكد أن  بناء رجل الغد يكون بتكوين طفل اليوم».
محمد ـ معلم ـ أب وجدناه رفقة ولديه في قاعة السينما ينتظر بدأ العرض سألناه عن النشاط وعن التغيب الذي يعرفه دور الطفل في المجتمع فقال:» بحكم انتسابي إلى قطاع التربية والتعليم استطيع القول أن الطفل غائب تماما عن أجندة المجتمع سواء فيما يخص الفضاءات الخاصة أو الأنشطة الموجهة إلى هذه الفئة التي اعتبرها أول لبنة في بناء المستقبل».
وواصل محمد: «أهمية يتجاهلها الجميع فمثلما يمنعه الأولياء من إبداء رأيه في أي قضية لأنه صغير كذلك الأدباء والفنانون ومختلف القطاعات التي عليها التفكير بجدية في إعادة النظر في كل ما يحاط به الطفل من تهميش ولا مبالاة ، فالمتجول في الأحياء يجد اغلبها بلا فضاءات ترفيهية للأطفال ما يجعلهم يتوجهون إلى الشارع بكل سلبياته والى الفضائيات ليكون الصفحة البيضاء التي تكتب عليها كل ما يريدون له، لذلك علينا أن نحذر و نملئ الفراغ الذي يعانيه الطفل بالبرامج الترفيهية والتربوية التي تتلاءم والمجتمع الجزائري».
حميد عاشوري من جهته أكد في تصريحه، أن النشاط يدخل في إطار سياسة جديدة تهتم  بالطفل وقال انه ليس متشائما بخصوص ما يقدم للطفل لأن الاجتهاد موجود، ولكن ما ينقص هو تنظيم تلك النشاطات وهيكلتها  في إطار خاص يجمع كل من يهتم  بالطفل والنشاطات الخاصة به لتجتمع الجهود  وتتظافر من اجل صناعة رجل الغد. وأكد الفنان عاشوري، «أن النشاط الثقافي موجود وصَرْح مثل رياض الفتح لخير دليل على ذلك وحتى المواصلات التي عرفت تطورا كبيرا جعل كل الظروف مهيأة لأن يتابع المواطن تلك النشاطات الثقافية أما الكرة الآن فهي ـ حسبه ـ في يد المثقف من أجل فتح المجال أمام الطفل والإبداع في هذا المجال وإعطاء تلك الأعمال الفضاء والإمكانيات التي تمكن المبدعين من الاستمرار والخلق في ميدان الطفل».
مع العلم أن النشاط الثقافي والترفيهي هو السادس منذ بدايته  ليكون بذلك  عادة راسخة على مستوى رياض الفتح  والملاحظ انه عرف إقبالا كبيرا للأطفال الذين رافقهم أولياءهم إلى ابن زيدون ما يجعله  بداية لصفحة جديدة مع عنصر من المجتمع لطالما كان مهمشا في بناء هو احد لبناته الأساسية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024