وعلم الجبر لعمر الخيام وعبد الله البيروني ، انشأ حساب المثلثات الحديث . ابن خلدون شرع في كتابه فأكمل مقدمته الخالدة في ذلك المكان الذي قدم أخباره ومتغلغلا في دراسة طبائع السكان وأحوالهم في علم الاجتماع، ويعتبر بحق شخصية بارزة في التاريخ ، وفي الواقع قطعة من تاريخ هذه البلاد.الهمذاني ساق حديثه على الأرض ما يرتبط من أركان ومياه وهواء، و اكتشف حقيقة وهي أن الكرة الأرضية تجذب الإنسان في كل جهاتها .
جابر بن حيان، ابن سينا، الفرابي وآخرون من علماء مسلمين، أبدعوا في مختلف الشعب المعرفية صاروا مضرب المثل واعتراف كتاب الغرب ومفكريه، فأين نحن من العصر الحاضر ولماذا تأخرنا؟
لقد آمن المسلمون الأوائل بالعلم الذي أثار العقول وانتشروا غربا وشرقا بحثا عن العلم واكتسبوا معارف جمة نهل أجدادنا خلال عصور تألقهم الحضاري من كل علم وازدادوا من كل فن وأدب، وتحملوا من أجل العلم كل المعانات، وبذلوا كل ما في وسعهم من أجل معرفة، وعلم وخبرة، واستخرجوا الكنوز من الأرض والبحار.
لقد شهد علماء الغرب بقول
« ديورانت» في وضع المسلمين وحياتهم الثقافية ، كانت جميع مسالك العالم الإسلامي تعج بطلاب الدين والجغرافيا والمؤرخين انتشروا في الأرض بحثا وراء المعرفة في هذه الأوعية المتعددة عن ماذا يقرؤون وكيف يختارون ويستوعبون ذلك بسرعة ويسر مع حسن التركيز والإبداع والابتكار عند الحاجة .
استطاع أجدادنا أن يستوعبوا ما كان عند الأمم من ثقافات بما اتصفوا به من سرعة فائقة وقوة البديهة .
لقد كان انتشار الإسلام سريعا في الجزيرة العربية وما حولها حتى وصل بلاد الأندلس ، صحب هذا التوسع نشاط كبير وأصبح الكل طلاب علم من الرئيس إلى المرؤوس وإلى أصغر واحد فيهم .
ويقول «نيكلسون» أحد علماء الغرب: كان العرب يسافرون عبر قارات ثلاث: أوروبا – آسيا وإفريقيا ، ثم يعودون إلى ديارهم كأنهم نحل عسل تشبع بالعسل ليضفوا بما جمعوا من محصول علمي ثمين إلى حشود من الطلاب المتشوقين للعلم ، وكما ألفوا بهمة عظيمة تلك الأعمال التي اتصفت بالدقة وسعة الأفق والتي استمد منها العلم الحديث .
لقد اهتم العرب بالعلم حتى أصبح القارئ أفضل وأسمى من ذلك وأجل، فالعلم متعة لكسب المعلومات وتحريك للعقل وصقل الوجدان فتعويد تعلم الإنسان القراءة والترغيب بها هي مهمة الجميع بجميع فئاته: أسرة ومدرسة ومحيط اجتماعي ومؤسسات ثقافية متعددة أخرى.
انطلق أجدادنا في أديم الأرض يكتسبون المعارف ويطلبون العلم حتى أرسوا دعائم العلم الحديث في وقت كانت أوروبا تتخبط في ظلام دامس ، فكانت تعتمد على تتبع آثار العلماء المسلمين وتترجم مؤلفاتهم. لازال المجتمع العالمي يشهد بأن الإسلام هو الذي أرسى دعائم العلم الحديث ، يعتبر ويقرر التاريخ أن علم الكيمياء والطبيعة والرياضيات والطب والفلك من اختراع المسلمين .
فلا جدال أن موسى جابر بن حيان هو أول من اخترع علم الكيمياء ، وهو أول من حضر الحوامض وحامض الكبريت وعمل تطبيقات كيمياوية كتقنية المعادن ومؤلفاته لها فضل كبير على علم الكيمياء كما وصف الحامض الآزوتي والماء الذي يحلل به الذهب ونترات
الفضة والعمليات الكيماوية كالتقطير والتصعيد ونبغ في علم الكيمياء .
صناعة ازدهرت في الأندلس
وعباس بن فرناس وهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة وأول من اخترع محاولة الطيران في الجو.
وابن الهيثم ناقض نظرية اقليدس وبطليموس بشأن الإبصار ، وقدم وصفا صادقا عن العين وعن العدسات وكان للمسلمين في العلوم الرياضية باع طويل وأول من اشتهر في علم الحساب والنجوم.
و أبو عبيد مسلم بن أحمد كان عالما بحركات الكواكب وأحكامها ، ومن علماء الإسلام في الهندسة والنجوم.
و أبو مسلم بن خلدون ومحمد بن موسى الخوارزمي الذي أعطى في كتابه حساب الجبر والهندسة المعادلات من الدرجة الثانية .
وعلم الجبر لعمر الخيام وعبد الله البيروني هو الذي أنشأ حساب المثلثات الحديث .
لقد ألف المسلمون مؤلفات كثيرة عادت على الإنسانية جمعاء بالنفع الجزيل والكتاب معين على رقي الفرد والجماعة .
لقد أصاب الفيلسوف ديكارت حين قال : ‘’ إن القراءة والدرس معناهما العيش في صحبة أشرف شخصيات العصور الماضية ‘’ وهل يحلم الإنسان الكامل البصير في أكثر من أن يكون ملازما ورفيقا لخير الناس وأشرفهم وأفضلهم فيستفيد من سيرهم و طريقتهم التي ساروا عليها في حياتهم والاستفادة من تجاربهم وخبرتهم العالية بأعمالهم الجليلة فحين تدرس هذه الشخصيات منها:
ابن خلدون الذي شرع في كتابه فأكمل مقدمته الخالدة في ذلك المكان الذي قدم أخباره ومتغلغلا في دراسة طبائع السكان وأحوالهم في علم الاجتماع، ويعتبر بحق شخصية بارزة في التاريخ ، وفي الواقع قطعة من تاريخ هذه البلاد.
أما الهمذاني الذي ساق حديثه على الأرض ما يرتبط من أركان ومياه وهواء، و اكتشف حقيقة وهي أن الكرة الأرضية تجذب الإنسان في كل جهاتها .
وابن سينا الذي كان يملك مكتبة مختلفة من كل روض واستحضر الأساتذة لابنه وهو في السادسة من عمره ، قرر أن يدرس الطب بعد أن رأى الأمراض تفتك بالناس ، فخرج بنتائج مذهلة كانت فتحا جديدا في ميدان الطب إلى يومنا هذا لأن أكبر الجامعات في العالم تدرس كتب ابن سينا في الطب وكانت شهرته كعالم وطبيب وفيلسوف .
ابن رشد منزلة في العلم والمعرفة
وابن رشد الذي تربى في أسرة علم ومنزلة رفيعة درس علوم الفقه واللغة والأدب، لقد كان إمام عصره في علوم الفلسفة والفقه تولّى القضاء في اشبيلية في الأندلس وكان قاضي القضاة وكان يتمتع بملكة باهرة.
ويشهد التاريخ أن المسلمين اعتنوا كثيرا بالعلم ولم يقتصروا على جانب واحد بل توسعوا في البحث وأقاموا أماكن خاصة للعلوم يقصدها جميع الناس للاطلاع والتزود بالثقافة في مختلف العلوم.
والفضل يرجع إليهم ، أين نحن منهم اليوم ؟ أكد الباحثون والعلماء أن انتشار العلم والمعرفة يعود فيهالفضل إليهم و نحن نعيش في مجتمع المعلومات المتدفقة والسريعة وبدوافع متعددة الأنواع ونتطلع دائما إلى ما هو جديد لنعرف العقبات و كيفية تجاوزها.
إننا نريد أن نكون قادرين على أن نؤثر في هذه الحياة ونكون قوة في نفوسنا لتحقيق الأهداف.
لقد فرض أجدادنا وجودهم منذ آلاف السنين وسنبقى إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
علينا أن لا تتوانى الجامعات عن الاستثمار في اقتصاد المعرفة والعمل وعلى تطوير مهام الجامعة بما يعزّز من دورها في الاستجابة لمتطلبات التنمية وحاجات المجتمع ومواصلة السير نحو الامتياز من خلال توسيع المعاهد الوطنية العليا وذلك ضمن تخصصات تراعي فيها نوعية التأطير وتوسيع دائرة البحث .