الباحثـة عائشة حنفـي لـ «الشعـب»:

الواقــع الافتراضـي أداة استراتيجيــة للتسويـق الثقـافي

فاطمة الوحش

اعتبرت الدكتورة عائشة حنفي أن الواقع الافتراضي يشكّل اليوم ثورة في قطاع السياحة الجزائرية، إذ يفتح المجال أمام تجارب افتراضية غامرة تعزّز جاذبية المقاصد الثقافية، وتساهم في التسويق الذكي للبلاد على المستوى الدولي. وأكدت أن هذه التكنولوجيا لا تقتصر على جذب السياح، بل تخدم أيضًا البحث الأكاديمي، التعليم، وحفظ التراث، رغم ما يواجهه القطاع من تحديات تقنية وقانونية وتنظيمية.

قالت عائشة حنفي إن الجزائر مدعوة اليوم للاستثمار أكثر في الكفاءات والبنية الرقمية، وتشجيع الابتكار والشراكات، حتى يتحوّل الواقع الافتراضي إلى أداة استراتيجية حقيقية لوضع البلاد على خارطة السياحة العالمية.
وأكدت الدكتورة عائشة حنفي أن الواقع الافتراضي أصبح أداة استراتيجية مبتكرة لتعزيز السياحة الثقافية في الجزائر، موضحةً أن هذه التقنية تتيح للسائح خوض تجربة غامرة قبل الزيارة الفعلية، من خلال جولات افتراضية في المواقع الأثرية والمتاحف، وإعادة إحياء المعالم التاريخية المندثرة مثل القصبة، حصن 23، ومواقع الصحراء التاريخية.
وأشارت حنفي إلى أن مشاريع مثل «أحكيلي قصبة 3D» ومنصة «Algeria Virtual Travel» تعكس التوجّه الجديد نحو السياحة الرقمية، حيث لا تقتصر هذه المبادرات على إثارة فضول السائح فحسب، بل تحفّزه أيضًا على التخطيط للزيارة الميدانية، مضيفة أن هذا الأسلوب يمنح التراث الثقافي الجزائري قيمة مضافة عبر تقديمه بطريقة تفاعلية حديثة.
ولفتت إلى أن الواقع الافتراضي يمكن أن يُستغل كأداة تسويقية قوية للمنتج السياحي الثقافي، من خلال تقديم تجارب استكشافية افتراضية على المنصات الرقمية والمعارض الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي، بما يسهم ـ حسبها ـ في الترويج للجزائر عالميًا وبناء صورة سياحية مميزة للبلاد. كما أوضحت أن هذه التجارب تستهوي فئات جديدة من السياح، خاصة الشباب المهتمين بالتكنولوجيا، فضلًا عن دورها التعليمي والبحثي بالنسبة للطلبة والباحثين في التاريخ والآثار.
وفي السياق ذاته، بيّنت الدكتورة عائشة حنفي أن الجزائر تواجه عدة تحديات تحول دون استغلال كامل لإمكانات هذه التكنولوجيا، من بينها ضعف البنية التحتية الرقمية، ارتفاع تكاليف إنتاج الجولات الافتراضية، نقص الكفاءات المتخصصة، ضعف الترويج الدولي، إضافة إلى غياب إطار قانوني يحمي المحتوى الرقمي للتراث.
وأكدت المتحدثة أن تجاوز هذه العقبات يتطلب الاستثمار في التكوين والتأهيل المتخصص في تقنيات الواقع الافتراضي، وتطوير البنية الرقمية، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب دعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والسياحة الرقمية. كما شددت على أهمية إدماج التجارب الافتراضية في حملات التسويق الدولي، مع ابتكار صيغ هجينة تجمع بين الزيارة الميدانية والافتراضية، ووضع قوانين لحماية الملكية الفكرية للمحتوى الرقمي.
واختتمت بالقول: «إن الواقع الافتراضي يمثّل أداة متعددة الأبعاد لتعزيز السياحة الثقافية في الجزائر، حيث يجمع بين جذب السياح، التسويق الذكي، الحفاظ على التراث والتعليم، وهو ما من شأنه أن يضع الجزائر على خارطة السياحة العالمية بطريقة مستدامة وحديثة تراعي التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية الموروث الثقافي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19877

العدد 19877

الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025