يعـرض محطات منيرة في مسـيرة الكفاح الوطنـي

معـرض المكتبـة الوطنيــة يتواصـل إلى 30 أوت

أمينة جابالله

تحتضن المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة معرضًا وثائقيًا ثريًا بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد، المصادف لـ20 أوت من كل عام، إحياءً لواحدة من المحطات المضيئة في مسيرة الكفاح التحرري للشعب الجزائري. ويأتي هذا المعرض ليعيد إلى الواجهة بطولات المجاهدين وتضحياتهم، وليفتح نافذة واسعة أمام الأجيال الجديدة للتعرّف على تاريخهم الوطني في أبعاده النضالية والثقافية.

يضم المعرض المتواصل إلى غاية 30 أوت الجاري، مجموعة قيّمة ومتنوعة من الكتب التاريخية والمراجع الأكاديمية التي أرّخت لثورة نوفمبر المجيدة وأحداث 20 أوت 1955 و20 أوت 1956، إلى جانب الجرائد والمجلات القديمة التي وثّقت لحظة بلحظة مسيرة الثورة المسلحة ومواقف الرأي العام الوطني والدولي منها.
كما تزيّنت أجنحة المعرض بوثائق إلكترونية وسمعية بصرية، تتضمن تسجيلات نادرة لخطابات وبيانات، وشهادات حية لمجاهدين عايشوا تلك الحقبة، فضلاً عن أرشيف غني من الصور الفوتوغرافية التي تخلّد ملامح الأبطال والمشاهد الثورية التي صنعت مجد الجزائر.
ومن جهة أخرى، لم يقتصر هذا المعرض على كونه فضاءً للعرض فحسب، بل يمثل منبرًا للتثقيف والتوعية، إذ يتيح للزوار فرصة التعمّق في فهم أبعاد ثورة التحرير، والاطلاع على الدور الكبير للمجاهدين الذين رفعوا راية الكرامة والحرية..كما يُعتبر مناسبة لتعزيز الذاكرة الوطنية وترسيخ روح الانتماء، لاسيما لدى الشباب والطلبة الباحثين الذين يجدون في هذه الوثائق مادة حيّة للدراسة والبحث التاريخي.
 المكتبة الوطنية الجزائرية، من خلال هذه المبادرات، تسعى  إلى ربط الأجيال الحاضرة بتاريخها المجيد، وإبراز مكانة الثقافة المكتوبة والموثقة في صون الذاكرة الجماعية، بما يضمن انتقال القيم الوطنية من جيل إلى آخر. كما يشكل المعرض فضاءً للحوار والنقاش بين المهتمين بالتاريخ، والباحثين، ووسائل الإعلام، حول سبل تطوير أساليب التوثيق والترويج للأرشيف الوطني على المستويين المحلي والعالمي.
وفي ذات الجانب، أكد المشرفون أن هذا المعرض الوثائقي ليس مجرد عرض لمجموعة من الكتب والصور والوثائق، بل هو جسر يربط الماضي بالحاضر، ورسالة وفاء لأبطال نذروا حياتهم في سبيل حرية الجزائر واستقلالها. وهو أيضًا دعوة مفتوحة للأجيال الصاعدة كي تستلهم من ذاكرة المجاهدين قيم التضحية والإصرار وحب الوطن. إن إحياء اليوم الوطني للمجاهد بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، يكرّس قناعة راسخة بأن الأمم التي تحفظ تاريخها وتصون ذاكرتها قادرة دومًا على مواجهة تحديات المستقبل وصناعة غدٍ أكثر إشراقًا.
 وفضلا عن ذلك، أكدوا أيضا أن الاحتفاء بـ»اليوم الوطني للمجاهد» عبر مثل هذه التظاهرات يظل محطة أساسية في مسيرة الجزائر المستقلة، ورسالة وفاء لكل من ضحّى بالنفس والنفيس من أجل أن تظل الجزائر حرّة منتصرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19858

العدد 19858

الإثنين 25 أوث 2025
العدد 19857

العدد 19857

الأحد 24 أوث 2025
العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025