وجّه “مخبر الدراسات الحضارية والفكرية” وقسم التاريخ بجامعة تلمسان، بالتنسيق مع معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية بالمركز الجامعي بالنعامة، دعوة للإسهام في الاستكتاب الجماعي حول “قواعد الكتابة التاريخية وتقنيات تحرير البحوث العلمية”. يتناول مشروع الكتاب، الموجّه للباحثين عموما، والمبتدئين منهم خصوصا، قواعد الكتابة التاريخية، وتقنيات تحرير البحوث العلمية، ومن أهدافه التعريف بالتجارب العالمية في مجال التأليف العلمي، وبالمناهج المستعملة فيه، وبقواعده وضوابطه، وبأهمية التقيد بالأمانة العلمية في البحث.
في إطار مشروع البحث التكويني الجامعي حول تقنيات تحرير البحوث والدراسات التاريخية، ينظّم مخبر الدراسات الحضارية والفكرية وقسم التاريخ بجامعة “أبي بكر بلقايد” تلمسان، بالتنسيق مع معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية ــ المركز الجامعي “أحمد صالحي” النعامة، استكتابا جماعيا بعنوان “قواعد الكتابة التاريخية وتقنيات تحرير البحوث العلمية”.
ينطلق الاستكتاب من فكرة أنّ الدراسات العليا، في ميدان العلوم الإنسانية والتاريخية على وجه الخصوص، تتطلّب الإلمام والتمكن من أدوات البحث العلمي والتمرس عليها، من خلال التحكم في المنهج والاطلاع على العلوم المساعدة الأخرى التي تكسب الباحث المبتدئ جملة من المناهج المساعدة له، كالمنهج الكمي والمقارن والتحليلي، والتي بفضلها يستطيع معالجة وتحليل المادة التوثيقية المتوفرة لديه بشكل موضوعي وعلمي، وتبقى مسألة إتقان لغة البحث واللغات الأجنبية والانفتاح عليها ركيزة أساسية في عملية جمع المادة الخبرية والتوثيقية، مع ضرورة تنويعها مهمة لأي بحث علمي.
ومع تطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال، صار من السهل الوصول إلى المعلومة وكمّها الهائل في شبكات الإنترنت ومحركات البحث (المادة التوثيقية)، والتي لا يمكن للباحث المبتدئ الاستفادة منها إلا بالتحكم في أدوات البحث العلمي المذكورة سالفا.
في المقابل، فإنّ العقبة التي تواجه الباحثين عموما، والمبتدئين خصوصا، تتعلق بكتابة وتحرير مختلف بحوثهم العلمية، سواء كانت مقالات ودراسات ومداخلات علمية موجهة للنشر في المجلات العلمية، أو للإلقاء والعرض في المؤتمرات الوطنية والدولية، أو تلك المتعلقة بمشاريع البحث والأطاريح الجامعية، وعليه بات ضروريا أن يتحكم الباحث المبتدئ في الكتابة وتقنيات التحرير واحترام مراحلها (الصياغة الأولية، الصياغة النهائية)، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال التراكم المعرفي المكتسب عن طريق المطالعة والكتابة.
وضمن هذه المقاربة العلمية، يسعى “مخبر الدراسات الحضارية والفكرية” وقسم التاريخ بجامعة تلمسان، بالتنسيق مع معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية ــ المركز الجامعي “أحمد صالحي” النعامة، إلى تنفيذ توصيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والمتعلقة بمرافقة طلبة الطورين الثالث والثاني (ماستر، دكتوراه) ودمجهم في مختلف المشاريع البحثية، من خلال فتح ورشات تكوينية وندوات علمية لفائدتهم، وفي هذا السياق جاءت فكرة الدعوة لهذا الاستكتاب الجماعي.
ومن أهداف هذا الاستكتاب، إنجاز مطبوع علمي يتناول قواعد الكتابة التاريخية وتقنيات تحرير البحوث العلمية يقدم لطلبة الدكتوراه والباحثين المبتدئين، والانفتاح على التجارب العالمية في مجال التأليف العلمي والمناهج المستعملة فيه، والتأسيس لندوات تكوينية دائمة ومستمرة، وإجبارية لطلبة الدكتوراه والماستر تعنى بتقديم دروس نظرية وتطبيقية حول الكتابة وتقنيات تحرير المقال العلمي والمداخلات العلمية، وتعريف الطلبة الباحثين بأهمية التأليف والنشر العلمي في مسارهم البحثي، وبقواعد وضوابط النشر، وتحسيسهم بأهمية التقيد بالأمانة العلمية في إنجاز البحوث العلمية.
وللاستكتاب مجموعة محاور، أولها “رواد الدراسات التاريخية في الجزائر ومناهجهم في التأليف”، وثانيها “منهجية البحث التاريخي وخصوصية المراحل التاريخية” (التاريخ القديم، التاريخ الوسيط، التاريخ الحديث، التاريخ المعاصر)، وثالثها “طرق التعامل مع المصادر التاريخية”، ورابعها “التأليف وتقنيات تحرير المقال والبحوث والأوراق العلمية في ظل وسائط تكنولوجيات الاعلام والاتصال”، أما المحور الخامس فيعالج “الآثار القانونية المترتبة عن الإخلال بالأمانة العلمية في إنجاز البحوث العلمية حسب القانون الجزائري”، فيما يتطرّق المحور السادس والأخير إلى “طرق التوثيق المعتمدة في كتابة البحوث العلمية وأهميتها في تحسين مقروئية النشر الجامعي”.
للتذكير، يشرف على الاستكتاب لجنة أساتذة من جامعة تلمسان والمركز الجامعي بالنعامة، وينسّقه الدكاترة نور الدین صابر، يوسف دحماني، عز الدين بن سيفي، وآمال طيبي، وقد حدّد آخر أجل لإرسال الأوراق العلمية بالفاتح سبتمبر المقبل، وإلى جانب الترقيم الدولي للكتاب، فإنّ أعماله ستعرض في ملتقى وطني شهر ديسمبر من السنة الجارية.