قرّرت وزارة الثقافة والفنون توسيع مجالات التنافس في “جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب ـ علي معاشي”، بإدراج فئة “الترجمة الفنية”، ابتداء من الدورة المقبلة، وذلك استجابةً لمقترح قدمه المترجم “عمار قواسمية” عبر منصة “بيت الجزائر الثقافي”.
تؤكّد الوزارة أن الترجمة ليست وسيطا لغويًّا فحسب، بل إنّها جسر يربط الثقافات، وأداة فعالة في نقل الفكر والمعرفة، عِلاوة على دورها في التعريف بالأدب الجزائري لدى الأمم الأخرى. وفي هذا السياق، أعلن وزير الثقافة والفنون زهير بلّلو، في رده عن مُقتَرَح “قواسمية” عن اعتماد هذه الفئة ضمن التعديلات المرتقبة على قانون الجائزة.
وتُمثّل هذه الإضافة فرصة جديدة للمترجمين الجزائريين، لا سيما أن الجائزة الوحيدة حاليًا في هذا المجال يُقدمها “المجلس الأعلى للغة العربية”. ومع دخول القرار حيز التنفيذ، ستتاح للمواهب الشابة إمكانية التنافس والإسهام في إثراء المكتبة الجزائرية والعربية بأعمال متميزة.
ومن المنتظر أن يُنشَر القرار في الجريدة الرسمية، متضمّنًا شروط الترشّح ومعايير الانتقاء وآليات التقييم، حيث ستُحَدد المواصفات الفنية المطلوبة في الأعمال المترجمة، إضافةً إلى معايير الجودة والإبداع التي ستوجه عملية التحكيم. كما يُرتقب أن تُسند مهام التقييم إلى لجنة مختصة تضم خبراء في الترجمة والنقد الأدبي؛ لضمان اختيار الأعمال الأكثر تميّزًا وتأثيرًا.
وقد عبّر المترجِم عَمار قواسمية في حسابه على فيسبوك عن فرحته باعتماد مقترحه، معتبرا أن هذه الخطوة تعزز مكانة الترجمة في المشهد الأدبي والثقافي والفني الجزائري، وداعيا إلى مواصلة الجهود لترسيخ دور الترجمة من منطلق أنها أداة للنهوض الثقافي.
ويأتي اعتماد هذا المقترح ليعكس انفتاح وزارة الثقافة والفنون على أفكار المبدعين واقتراحاتهم؛ ممّا يؤكد حرصها على إشراك الفاعلين الثقافيين في صياغة المشهد الإبداعي الوطني. كما أنّ هذه الخطوة تتماشى مع التطورات التي تشهدها الجزائر في مختلف المجالات، حيث تسعى الدولة إلى تعزيز الابتكار ودعم الكفاءات الشابة؛ ممّا يرسخ مكانة الثقافة بوصفها ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الشاملة.