جهود حثيثة من أجــل تثمينه

الحمـام الرومـاني.. معلم أثـري يوثـق تاريخ مدينـة سطيــف

تبذل ولاية سطيف جهودا حثيثة من أجل تثمين الحمام الروماني، الذي يعد أحد المعالم الأثرية الهامة ببلدية حمام قرقور المعروفة بمياهها المعدنية المصنفة عالميا، قصد تثمينه وجعله واحدا من أهم المزارات الأثرية السياحية التي توثق لتاريخ هذه المنطقة الواقعة بأعالي ولاية سطيف.
وأوضح مدير الثقافة والفنون بالولاية، السيد هاشمي عامر، في تصريح لـ«وأج”، أن هذا المعلم الأثري الذي يعود تاريخه إلى العهد الروماني “يعتبر واحدا من المعالم الأثرية الهامة بمنطقة حمام قرقور ويرجع تحديدا إلى الفترة الممتدة بين القرنين الرابع والخامس، مما يستدعي العمل وبصفة استعجالية على تهيئته وتحديد معالمه للحفاظ عليه”.
وتجري حاليا عديد العمليات الرامية إلى تثمين هذا المعلم وإعادة الاعتبار له، بالنظر لحالة التدهور الكبير الذي يتواجد عليه، كتنظيفه تحت إشراف مختصين في علم الآثار من المديرية المحلية للثقافة والفنون، وتزيين محيطه بغرض التعريف به ليصبح مستقبلا واحدا من أهم المزارات الأثرية السياحية بالمنطقة الشمالية للولاية، وفق ما صرح به ذات المسؤول.
واستنادا للمتحدث، فقد تم تنظيم عدة لقاءات مع الفاعلين في هذا المجال، على غرار السلطات المحلية لبلدية حمام قرقور والجمعيات النشطة في المجال السياحي والمواقع الأثرية، خلصت إلى “ضرورة تنظيم حملات واسعة لتنظيف الموقع، بالإضافة إلى تسييجه بإشراك جميع الفاعلين من باحثين ومهتمين، وكذا طلبة قسم الآثار بجامعة سطيف”.
وتم في نفس الإطار، تنظيم خرجات استكشافية وزيارات بيداغوجية إلى الموقع لفائدة أساتذة باحثين من جامعة محمد لمين دباغين وطلبة قسم الآثار ومنخرطين بجمعيات محلية نشطة في مجال السياحة والتراث والآثار للتعريف به والحفاظ عليه ومنعه من الاندثار، بالنظر لقيمته التاريخية والرصيد “الهام” من الآثار والفسيفساء التي يحتويها، والذي يعكس الموروث الثقافي الذي ميز المنطقة خلال الأزمنة القديمة.
وتسعى المديرية الولائية للثقافة والفنون مستقبلا إلى وضع بطاقة تقنية لهذا المعلم الروماني من طرف مكتب دراسات مختص في التراث، قصد التحضير لإعداد ملف لتصنيفه مما سيساهم في إنقاذه”، بحسب نفس المصدر، الذي أشار إلى أن “دور الباحثين والطلبة الجامعيين وجميع الفاعلين من جمعيات ومجتمع مدني هام ومحوري لتحقيق هذا الهدف”.
وأكد رئيس جمعية ‘’أدسافا’’ السياحية لبلدية حمام قرقور (شمال سطيف)، السيد هشام خرباش، على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي بالمنطقة واستغلاله في ترقية الوجهة السياحية للولاية.
وأوضح السيد خرباش، في تصريح لـ«وأج”، أن تحقيق هذا الهدف يكون باعتماد حكامة “جيدة” وتسييرا “ناجعا” لهذه المواقع والمعالم، بالتنسيق مع جميع الفاعلين من سلطات محلية وجمعيات نشطة في مجال السياحة والحفاظ على الموروث الثقافي وكذا الباحثين وطلبة الجامعات، بالإضافة إلى المواطنين الذين يرى بأن دورهم “محوري” في هذا المجال.
وأضاف، أن جمعية ‘’أدسافا’’ السياحية لبلدية حمام قرقور قامت، منذ تأسيسها سنة 2019، وبالتنسيق مع الجمعية الوطنية “تراث جزايرنا”، بتنظيم حملات لتهيئة هذا المعلم الأثري الهام، الذي يتميز بقربه من المنبع الحموي بالبلدية المصنف في المرتبة الثالثة عالميا، من حيث جودة مياهه وفوائدها العلاجية.
وتواصل الجمعية تحسيس سكان المنطقة بأهمية هذا المعلم التاريخية والأثرية والسياحية والاقتصادية، لاسيما وأنه يتوسط مدينة حمام قرقور على مساحة تقارب 600 متر مربع، بالإضافة إلى توعيتهم بضرورة الانخراط في عملية الحفاظ عليه وحمايته من الاندثار وجعله واحدا من المزارات السياحية بالمنطقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024