مباشرة بعد انتهاء زيارته لمنطقة الخليج ومغادرته لها، يشتعل فتيل نزاع حاد بين أعضاء من مجلس التعاون الخليجي بعزل دولة قطر وقطع العلاقات الدبلوماسية معها.
وعد ترامب بالقضاء على الإرهاب وها هو يفي بوعده عندما وُجهت أصابع الاتهام إلى قطر.
يتزامن هذا مع احتفاء الكيان الصهيوني بخمسينية انتصاره على العرب في حرب الأيام الستة يوم 5 جوان 1967، زاعمين أنهم يعيشون الآن يومهم السابع. كيف لا ونكسة العرب لا زالت متواصلة.
النعمة التي من بها الله عليهم حولوها إلى نقمة، عوض أن توجه أموال الذهب الأسود إلى ترقية المنطقة العربية ونصرة القضية الجوهرية، القضية الفلسطينية، تُـجنّد جماعات، تُـسلح وتُـرسل لزرع الرعب وتفتيت دول عربية وتحطيمها كسوريا، اليمن، العراق وليبيا.
تأييد الغرب أو أمريكا تأييد مصلحي، لقد وقفوا بالأمس مع العراق وقبله مع ايران وينقلبون اليوم على قطر وسيفعلون غدا نفس الشيء مع السعودية.
المواقف التي تتحكم فيها المصلحة لن تكون قارة أبدا بل ظرفية تتلون كالحرباء.
تفاجأ العالم بسرعة القطيعة وبعدد المقاطعين المتزايد يوما بعد آخر.
سياسة الجزائر ثابتة تعتمد في دبلوماسيتها على الطرق السلمية ومبادئ الحوار وعدم التدخل في شؤون الغير.لقد أعربت عن موقفها تجاه التصعيد في الخليج الذي حذرنا منه في افتتاحية سابقة.
عاشت الجزائر من قبل، فتنة واقتتالا خلال التسعينيات وما انجر عنها من عزلة، إلا أنها تترك دوما باب الحوار والتصالح مفتوحا سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي وما جهودها لتسوية القضية الليبية بعد أزمة مالي إلا دليل على ذلك.
متى يعود العرب إلى صوابهم ومعرفة عدوهم الحقيقي؟ لماذا لا يطبقون المثل الشعبي الجزائري:« خوك خوك لا يغرك صاحبك» ؟
رغم وعينا بأن العالم العربي بعيد عن أي انسجام، موقفا ورؤية إلا أننا في هذه اللحظات ونحن نتابع مجريات الأمور، نستحضر بسذاجة ما يفكر فيه كل مواطن عربي، وهو ما جاء في إحدى القصائد العربية : « أخاك أخاك إن من لا أخاً له...كــساع الى الهيجاء بغير سلاح».
هل هو انعكاس لآية الربيع العربي ؟ الذي يخشى أن يتحول إلى شتاء دموي في منطقة الخليج إن لم توضع سيوف الأشقاء في أغمدتها !