وقفة ترحم في هذا الثالث ماي على أرواح شهداء مهنة المتاعب بساحة الحرية، يستخف بها للأسف بعض الزملاء !
ما أتعس الذين يتنكرون لأصولهم المهنية ! من أين تخرج هؤلاء الصحافيون الذين يشتغلون في وسائل إعلامية خاصة داخل وخارج الوطن؟ أين بدأوا مشوارهم المهني؟
كلنا نعلم أنهم بنات وأبناء المدارس والجامعات الجزائرية، مارسوا مهنتهم في الصحافة العمومية مكتوبة أو سمعية بصرية.
المسألة مسألة اختيارات.
كلنا مع مبدأ حرية التعبير لا أحد يستطيع جرنا لانتقاد من كان خيارهم مغايرا لمواصلتنا للعمل في الصرح العمومي.
كل الذين يشتغلون في الإعلام الخاص أو الحزبي أو التابع لمؤسسات معينة هم زملاؤنا، بل إن بعضهم أعز أصدقائنا، فلا ملابسات إذن ولا مزايدات في هذا الشأن.
اللوم ليس على الزملاء فقط بل على مسؤولين كبار، منهم وزراء يفضلون في تعاملهم عناوين خاصة على حساب العمومية التي رافقت مختلف مراحل تطور الجزائر، وإيصال صوت الشعب والدولة معا يعد أولى رسائلها. ألم يقل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في بداية عهداته ما معناه : إن الذي يريد نقل انشغالاته، عليه بالتوجه إلى جريدتي «الشعب»و«المجاهد».
شراء الذمم وللأسف يطال ميدانا ذا مبادئ «مقدسة».
يعمل الإعلام العمومي وفقا للأخلاقيات المهنية دون قذف أو شتم ، بعيدا عن أساليب التهويل ، التجريح والإثارة.
إنه خزان لكفاءات وقدرات مهنية تستند في أدائها على المعلومة الموثوقة والمصادر الإخبارية المؤكدة وموارد تمويله واضحة للعيان.لكنه في حاجة إلى عناية واهتمام ودعم حقيقي.
تفاديا لأي ركود وجمود وتماشيا مع التطورات التكنولوجية الحديثة وخطر زوال الورقية مثلما حدث لأكبر صحف في الخارج، عمل مهنيو العمومي على إنشاء جرائد إلكترونية، حاريصين على الخدمة العمومية ناقلين الأخبار الجوارية والمؤسساتية معا باحترافية ومسؤولية.
معاناة الصحافة المكتوبة بالخصوص، تأتي من ازدواجية وضعيتها، فهي من جهة مؤسسات اقتصادية تعامل وتحاسب على تسييرها كمؤسسة اقتصادية بحتة كتلك المنتجة لأية سلعة استهلاكية رغم أن موردها الأوحد هو الإشهار الذي تقلص جرّاء الأزمة، وتعامل كمؤسسة ذات رسالة سياسية حساسة لا تتسامح مع أي خطأ.
نحتفي باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة الذي يصادف حدثا انتخابيا نواصل ككل مرة تغطيته، أوفياء لخطنا الافتتاحي في خدمة وطننا رافضين أن نكون في واد ودولتنا في واد آخر، حريصين على استكمال صرحنا الديمقراطي، كما أوصانا به رئيس الجمهورية في رسالته بهذه المناسبة.