محرك المجتمع

بقلم: السيدة أمينة دباش
07 مارس 2017

إذا كان الثامن من مارس يعني لبعض النساء مناسبة للتمتع بنصف يوم والتلاقي والاحتفال، فهو بالنسبة للمتواجدات على أرض الميدان وقفة لتقييم ما أُنجز في مسار مساهمتهن كفاعل في المجتمع كامل العضوية.
دون سرد ما حققنه طوال سنين فقد استطعن إثبات ذواتهن وتأمين وجودهن بفضل حزمة القوانين المصادق عليها والمستوحاة من برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، سواء تعلق الأمر بحمايتها كزوجة أو مطلقة أو كعامل أساسي في الحياة السياسية التي ستعرف نسبة مشاركة المرأة المحددة نصا وقانونا امتدادا من المجالس المنتخبة إلى المجالات التنفيذية ومصادر القرار.
بعض الأوساط النسوية منشغلة الآن بالانتخابات التشريعية، كما هو الحال بالنسبة للرجال وما يعاب على مجريات التحضير لهذا الموعد، يمكن الحديث عنه في سياق آخر وهو مهم، لكن الأهم الآن هو تجنيد الكل حول ضرورة المشاركة الواسعة لمختلف فئات المجتمع من أجل إنجاح العملية الانتخابية والجميع يعلم أن المرأة قادرة على التعبئة.
وقد أثبتت ذلك في عدة مناسبات إذ كانت هي من تفتح أبواب مكاتب الانتخاب حين كان الرجال لا يجرؤون على الخروج في الصباح الباكر أثناء العشرية الحمراء، وكانت تقوم بالتغطيات الإعلامية وبالتعليق على الأحداث صحفيات يتستر من خلفهن الزملاء.
الانتخابات مهمة لكنها ظرفية، فهناك تحديات أكبر يجب على المرأة أن تساهم بكل قواها في مواجهتها، كالأزمة الاقتصادية التي نأمل أن تكون هي أيضا مرحلة وتزول، وقد أشار بالأمس الوزير الأول السيد عبد المالك سلال إلى أن المؤشرات الاقتصادية تدل على أن حدتها ستكون أخف مما كنا نتصور.
المرأة تستطيع كذلك لعب دور جد فعال في ترشيد الأموال وهذا ما تؤكده دراسات سوسيولوجية.
أما بالنسبة للجانب الذي يهدّد استقرار الوطن ككل، فجدارة نسائنا تتحدث عنها كتابات تاريخ الثورة الجزائرية، وحتى ما بعدها أي العشرية الحمراء، لأن المرأة واعية ومتيقنة بأن المحافظة على أمن واستقرار البلد هي من مهامها الطبيعية.
في ظل هذه الظروف تشكل هذه الانتخابات حدثا إيجابيا، لأنها وعكس ما حدث سابقا تجمع أكبر عدد من التشكيلات السياسية، فلتجعل الجزائريات من يومهن هذا محطة للدعوة إلى مشاركة أكبر من خلال الإدلاء بأصواتهن عبر كافة أنحاء الوطن وخارجه حتى نضمن نجاح هذه التشريعيات التي ستليها في آخر السنة الانتخابات المحلية ومالها من أهمية في التنمية الوطنية وبالتالي في الرقي بالعنصر الأنثوي وفعالية دوره في شتى المجالات.
فقط بهذه الطريقة وبوعيها بدورها الحيوي تستطيع المرأة أن تكسر شوكة من يعتبرونها عورة وتعزّز موقعها باعتبارها المحرك الحقيقي للمجتمع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024