في الوقت الذي تسجل فيه الجزائر حضورا على الساحتين الجهوية والدولية، تعمل على تثبيت جذورها الإفريقية وما الزيارة الـ19 لرئيس إفريقي إلا دليل قاطع على ذلك.
كل المحاولات والمناورات التي حيكت ضد الجزائر لزعزعة مكانتها، باءت بالفشل بفعل ما تحققه من نجاحات تعزز ثقلها يوما بعد يوم على المستويين القاري والدولي.
تفضيلها لسياسة الحوار وحل الأزمات بالطرق السلمية منحها دورا محوريا، فهي تستحق فعلا لقب «البلد الحكيم»
le sage pays ومثل ذلك وساطتها في أزمتي مالي وليبيا. هذا بالإضافة إلى الصرامة التي تطبع سياستها في محاربة الإرهاب، إذ أصبحت مرجعا يقتدى به عبر المعمورة بعدما عانت ويلات هذه الآفة وقاومتها لوحدها بفضل سواعد أبنائها وبناتها.
استطاعت الجزائر أن تنسج لنفسها مناهج تقدسها كسياسة عدم التدخل في شؤون الغير والعمل بالقوانين والاتفاقيات التي تصادق عليها، جهوية كانت أم دولية. هذا ما يزيدها مصداقية، ثقة ووفاء لمبادئها كمبدإ التعاون جنوب - جنوب الذي كان ولا زال خيارا ثابتا تعمل بلادنا على تطويره وتعميقه في شتى المحافل والمنابر.
مشاكل القارة السمراء معقدة ومتشابكة، إلا أن بلدنا متمسك بسياسته الإفريقية، انطلاقا من قناعة متأصلة لدى قادته بأن قضايا القارة تحل إفريقيا، رغم كل ما يتهددها من مجاعة متفشية في مناطق عدة، وأمراض وأوبئة كالإيدز وإيبولا، وحروب عرقية وحدودية، وكذا إرهاب «القاعدة»، «بوكو حرام» و«داعش».
إن تراكم كل هذه المعضلات قد يكون مغزاه إفراغ قارتنا من سكانها للاستحواذ على الخيرات الطائلة التي تكتنزها.
لذا تبقى السياسة الحكيمة للجزائر من خلال دورها داخل الاتحاد الإفريقي ومختلف هياكله كالمفوضية العليا للسلم والأمن هي خدمة القارة الأم Afrika
البلد الحكيم
بقلم: السيدة أمينة دباش
05
جوان
2015
شوهد:1509 مرة