أعادت الاحتفالية بيوم الطالب للكفاءات الجزائرية، مكانتها وقيمتها في اقتراحات حلول لتعقيدات الظرف والأزمات والخروج إلى بر الأمان أكثر قوة بمبادرات نخب ورؤيتها لتسيير الحاضر والمستقبل.
ظهر هذا في مختلف محطات إحياء الذكرى 64 لليوم الوطني للطالب، التي حملت التمايز والاستثناء، تم خلالها التأكيد على دور هذه الفئة النضالي بتخليها عن مقاعد الجامعات والمعاهد والإلتحاق بالثورة التحريرية، مقتنعة بأن الحرية أغلى من البقاء تحت نير الاستعمار وأن السيادة جديرة بأن يضحى من أجلها بالنفس والنفيس.
كان التأكيد القوي في ذكرى 19 ماي على استخلاص العبر من الأسلاف الذين تولوا بالأمس مهام القيادة والتنظيم في الثورة الجزائرية، واضعين استراتيجية عسكرية عجلت بالاستقلال وأرست مشروع دولة وطنية.
هذا الدور التاريخي الذي برز في مختلف المراحل التي قطعتها البلاد، يتكرر اليوم في ظرف خاص تعيشه وهي تواجه بصرامة وباء كورونا، مراهنة على الكفاءات والنخب في إدارة الأزمة الصحية واختراع تجهيزات طبية وصيدلانية ضرورية في الوقاية من الوباء ووضعه تحت السيطرة والتحكم.
على درب الرواد، انخرط طلبة اليوم مبكرا، في المعركة المصيرية من أجل الحياة، متقاسمين المهام مع أساتذة مخابر جامعية وعلمية في ابتكار تجهيزات لها وزنها وثقلها في كسب رهان الحد من انتشار «كوفيد.19».
تحول الطلبة وفق هذا الجهد الوطني، إلى مبدعين في إنتاج وسائل وقاية وتجهيزات علاج ومناعة، مترجمين في الميدان القاعدة المألوفة والمثل الحي: «الحاجة أم الاختراع».
اختراعات وابتكارات في مجالات رقمنة الصحة وأجهزة التنفس الاصطناعي وآليات التعقيم، تستدعي مزيدا من التكفل بهذه الشريحة، صاحبة المقاربات الاستشرافية التي تحدد آليات المواجهة لتعقيدات قبل حدوث أي طارئ.
إنها وقفة اعتراف وتقدير تداولت عبر مختلف المنابر والمحطات، تذكر النشء بأن طلبة اليوم أوفياء لوصية الأسلاف بالحفاظ على البلاد أمانة والإبقاء عليها واقفة قوية، تتخذ من التحديات والمتاعب انطلاقة متجددة لا تستسلم.
من هذه الزاوية تتحرك النخب التي يلعب فيها الطلبة دورا محوريا ويشكلون عصب التغيير في المعادلة، جاعلين من ابتكاراتهم وسيلة لجهد أكبر وغايات منشودة، مدركين زن المعرفة رهان الوجود والعلم قلبه النابض ومنطلق ديناميكيته. إنها ابتكارات تحمل قيمة مضافة في التدابير المتخذة في التصدي للوباء الفتاك، حيث قدمت حلولا ناجعة لمراكز صحية ومختبرات الكشف والتحاليل عن الإصابات وكذا توفير العلاج الآمن لمواطنين واقعين تحت وطأة الفيروس ويتساءلون في حيرة، متى الانفراج من هذا الكابوس المفزع؟.