حسم وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، في الجدل حول مصداقية المعلومة المروجة حول وباء كورونا، مجددا التأكيد على الصراحة والشفافية في التعاطي مع الملف الصحي الذي أحدث طوارئ وولد هبة تضامنية بين الجزائريين في مشهد صار محل إشادة وافتخار.
قال بن بوزيد، من وهران، حيث رافق الوزير الأول عبد العزيز جراد في زيارة ميدانية، إن الوضعية الوبائية تتم في شفافية مطلقة، غايتها إطلاع المواطن بما يجري من حوله من تعقيدات وأزمات تسمح له بفهم الخطر ومواجهته بعزيمة ووعي دون الإبقاء أسر الاستخفاف والاستهتار الذي يؤدي إلى نتائج وخيمة ويمهد الأرضية لكارثة وبائية محتملة.
نتذكر منذ بداية المواجهة مع الفيروس القاتل، كيف كان الوزير يردد على رؤوس الأشهاد، بوجوب الاستماع إلى أهل الاختصاص وأخذ توجيهاتهم مأخذ الجد، باعتبارهم العارفين بخبايا الفيروس وطرق انتشاره وتكاثره في بيئة توفر له فرص العيش... نتذكر أقواله ومقاربته الاستباقية في محاصرة الوباء وفرض السيطرة عليه، من خلال مداخلاته عبر المنابر وأثناء الزيارات الميدانية، متابعا عن قرب الوضعية الصحية، متخذا قرارات جريئة كلما طرأ مشكل أو برزت عقدة، دون الإتكال على تقارير يومية تأتيه من مختلف المصالح المعنية.
نتذكر هذا وندرك دلالات تأكيداته على أن المواطن هو الرهان الوحيد لكسب المعركة ضد «كوفيد-19» ودون ذلك تزيد الأمور تعقيدا.
لهذا كان التركيز دوما على المواطن، باعتباره الحلقة الأساسية في المواجهة المفتوحة، توجه إليه حملات التعبئة بوجوب اتباع التدابير الإحترازية والإلتزام بالحجر الصحي والعزل المنزلي وتجاوز أية مغامرة والسقوط في حملات تهويل وإشاعة مغرضة مروجة من أناس باعوا ضمائرهم وأخلاقهم، متخذين من شبكات التواصل الاجتماعي فضاءً لنشر أخبار مفبركة «فايك نيوز».
هؤلاء الذين تفنّنوا في الترويج لمغالطات بلا وازع أخلاقي، أخطأوا الهدف وأساءوا التقدير وفشلوا في مهمتهم، بعد دخول الإعلام الوطني على الخط وقيامه بدوره الريادي في عملية تحسيس غايتها إقناع المواطن بجدوى الإلتزام بشروط الوقاية التي يشدد عليها «الجيش الأبيض» للتقليل من حدة التوافد على المستشفيات ما قد يصعب من مهام القائمين على الرعاية الصحية، يتجند الجميع لكسب رهانها مهما كان الثمن.