رسالة الإعلام

بقلم: فنيدس بن بلة
02 ماي 2020

تحل الاحتفالية باليوم العالمي لحرية التعبير في ظروف خاصة تعيشها الجزائر والعالم قاطبة، بسبب جائحة كورونا التي غيرت مجرى الأحداث وفرضت قوالب جديدة في العلاقات الاجتماعية، معجلة برؤية استشرافية تحدد آليات مواجهة التعقيدات والطوارئ قبل وقوعها.
الاحتفالية، التي جرت في صمت، على غير العادة، بسبب كورونا، أبرزت بالمقابل الدور المحوري لوسائل الؤعلام بشقيها التقليدي والجديد وتنوع اختصاصاتها، في مرافقة الجهود الوطنية في محاربة الوباء الى جانب «الجيش الأبيض» والشركاء الآخرين، الذين تقاسموا مهمة حماية المواطن وتعزيز السلامة الصحية باعتبارها واجهة الأمن والاستقرار الوطنيين.
في مختلف محطات المواجهة، فرض الإعلام الوطني نفسه شريكا في إدارة الأزمة الوبائية، همه الوحيد إعلام المواطن باحترافية بأخبار دقيقة عن وكورونا، تساعده في فهم الفيروس ومحاربته بالكيفية المطلوبة والوعي اللازم دون السقوط في اليأس والاستسلام.
وزادت حملات الإشاعة والتهويل المرددة على المسامع عبر شبكات التواصل الاجتماعي من عديمي الضمير وتجار الأزمات، مسؤولية إضافية للإعلام الوطني، ليس فقط في الاكتفاء بتغطية الأحداث من عين المكان والاستناد إلى مصدرها، بل تنوير الرأي العام في عصر الفيديو والأنترنت مقرب المسافات البعيدة، مكسر حواجز الجغرافيا ومحقق الاتصال بلا حدود.
تكيف الإعلام مع الظرف الصحي الطارئ، مستندا الى تجارب سابقة اعتمدها مرجعية في مرافقة العمل السياسي للحفاظ على بقاء الجزائر واقفة بمؤسساتها ورجالها ونخبها خلال مراحل عسيرة.
هي تجربة تتكرر اليوم وتظهر لكل متتبع للشأن الوطني ومسار التجربة الإعلامية التعددية، حيث تكشف حقيقة وظيفة الإعلام في عملية إدارة الأزمة الصحية، منتهجا قواعد وأساليب وآليات استراتيجية تسلط الضوء على الجهود الوطنية المضنية في خوض معركة مصيرية ضد وباء كورونا. وهي معركة تفتح المجال الواسع لإصلاحات جذرية وتغيير شامل، غايته إعطاء ديناميكية آكبر لجزائر المؤسسات المنتجة المعتمدة على الكفاءات في الإبداع والابتكار دون إتكالية على الآخر.
هذه الحركية تمتد الى قطاع الاتصال الذي شرع، منذ أشهر، في ورشات غايتها إصلاح شامل بإشراك الأطراف الفاعلة لتهيئة مناخ ممارسة مهنية، تعتمد على الحرية والمسؤولية، تؤطرها نصوص تشريعية للنهوض بالصحافة التقليدية والرقمية وتحديد مجال نشاطها وهويتها الجزائرية وخصوصية كل واحدة.
من هذه الزاوية، يظهر دور الإعلام المتعاظم، عبر وسائله المتعددة، في معالجة الأزمات بتقديم معلومة دقيقة في وقتها ومن مصدرها للمواطنين المطالبين بحقهم في معرفة تفاصيل ما يدور من حولهم دون تجاهلها حتى لا تُستغل من إعلام مضاد يتقن فنيات ترويج الإشاعة والتهويل والتضليل دون الإكتراث بالعواقب والأخطار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024